354

Zubdat abin tunani a tarihin hijira

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Nau'ikan

Tarihi

النهار بالقاهرة ومصر وسائر أعمال الديار المصرية وخاصة في ثغر الاسكندرية وكانت عظيمة حتى ان الجذر تساقطت والجبال تشققت والمباني تهدمت والصخور تقطعت والمياه من خلال الأرض تفجرت ومادت الأرض من عليها وماجت المساكن بساكنيها وتشعشعت الأسوار والاركان وثار الصراخ بكل مكان وخرجت النساء حاسرات الى الطرقات وظن الناس انها أمانة الأحياء وقيامة الأموات وابتهلوا الى رب السموات لما عراهم من المخافات فادر كتهم رأفته وانقذتهم رحمته بان سكن زلزالها وخفف اهوالها ولو دامت ثلث ساعة من النهار لم تبق على الارض دار ولا ثبت بها جدار فكان تقصير مسافتها وتخفيف آفتها لطقا من الله بعباده ومئة على ساكني بلاده واثرت في البحرين العذب والاجاج واثارت فيهما الامواج وارتج كل منهما غاية الارتجاج) وكان تأثيرها قويا جدا بالاسكندرية والنواحي الغربية وهدمت بالثغر اكثر الابراج والاسوار ورمت جانبا وافرا من الميناء وفاض البحر الملح وطمى وتغطمط الماء واغرق قماش القضارين وكسر قوارب البخارين وقطع مراسي المراكب الفرنجية وطرح اكثرها إلى الأسوار والشعاب ولما عاين اهل الثغر هيجان البحار وانهدام المنار وتساقط المأذن والاسوار وتناثر الاحجار من الجدران وتداعي الاركان المشيدة البنيان بادروا مسرعين وخرجوا من باب السدرة هاربين ولما سكن الله حركتها واذهب رجفتها تراجعوا إلى أماكنهم وعادوا إلى مساكنهم وتواترت الأخبار بان الزلزلة المذكورة كانت قوية الأثر في البلاد الغربية والجزائر البحرية وجهات الفرنجية وانها ايضا حدثت في تلك الساعة وذلك النهار ببلاد الكرك والشوبك والسواد وتلك الاقطار.

الزلزلة حانوته عليه وظنه الناس قد مات واقام ثلاثة أيام ولياليها تحت الردم ثم نظف التراب ووجد الرجل سالما واخرج حيا سوا لانه تشبكت عليه الاخشاب وحملت عنه الطوب والتراب وسلمت له من حانوته جرة لبن فكان يقتات منها الى ان نظف عنه الردم.

في السنة القابلة .

خايفون وجلون ومن مكان إلى مكان ينتقلون ولمعاودة الزلزلة متوقعون فكان ذلك في الصيف فتوالت بعدها سموم تلفح فتشوي الوجوه حين تنفح ولم يمت مع ذلك الا نفر قليل بالقاهرة ومصر وثغر الاسكندرية.

سنة أربع وسبع مائة

Shafi 379