344

Zubdat abin tunani a tarihin hijira

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Nau'ikan

Tarihi

العساكر والاجناد والقضاة والسادات والأنيمة والصدور والاكابر والمشاهير والروساء وعوام الرعايا من اهل دمشق انه حيث خضنا الله تعالى بالعناية الأزلية والسعادة الأبدية وشرح صدرنا للاسلام ونور قلبنا للايمان وأورثنا سلطنة الآباء والأجداد وامدنا بالنصرة المتواترة الامداد تصدينا لاثابة الشكر على نعمايه بحسب الامكان فعاهدنا الله تعالى على ملازمة البر والاحسان ودفع الرزايا عن الرعايا وايصال البر إلى البرايا سيما طوايف المسلمين وطبقات المؤمنين وان لا نرخص في القتال ما لم يبدأنا به الجهال فكل لبيب يعلم ان البادى اظلم والذي يحقق ذلك ما عرفه الداني والقاصي من طريقتنا المسلوكة مع المطيع والعاصي وما ترتب بيننا وبين انسابنا الاصاغر والاكابر وتركنا المقاتلة الا مع باد مكابر وحيث كان اهل مصر والشام يحبون ويودون قوة الاسلام كان الواجب عليهم اظهار السرور وابداء الحبور باسلام ذراري جنكسخان وعساكرهم التي لا غاية لأواخرهم وتؤمن غلبة المتسلطين في تلك البلاد وانفاذ الرسل الينا عن الوداد وارسال التحف والهدايا والشكر لله ولنا على تلك المزايا فما أبصرنا منهم في عموم الاوقات الا ما لا يحسن من الحركات حتى انهم عموا على ماردين وديار بكر طغيانا واقدموا على القتل والنهب فيها عدوانا فدعتنا الحمية على الاسلام الى الفساد بالانتقام وهممنا بان نجر اليهم العساكر ونبيد البادي منهم والحاضر فصادفتهم المراحم العميمة التي لم تزل لنا لقا وشيمة فتوقفنا مقتدين بقوله تعالي وما كنا معذبين حتى تبعث رشولا . فانفذنا الايلجية مع قضاة ثقات لعلهم في امرهم يتفكرون والى الانابة يهتدون فاتوهم بصرائح النصائح وهدوهم إلى جدد المصالح فعمي سلطان مصر عتؤا ونفورا واودعهم السجن تجبرا وغرورا فافضت حركاتهم الذميمة إلى أن مال عليهم الجنود وحل عليهم ما حل بعاد وثمود ولولا رفقنا المجبول بنا الاضحت شام خالية الديار .

وكان أمر الله قدرا مقدورا

الرسالة لعلهم ينتهون عن التمادي في الجهالة فما سمعوا من الرسول قيلا وحبسوه زماا طويلا واما في الاعادة فقد خالفوا الذاهبين في العادة لانهم لم يصحبوا واحدا من رسلهم ليتدار كوا ما فرط من زللهم ويا ليت ما حملوه من الجواب كان متضمنا لوجه من الصواب فان كتابهم دل على فساد آرايهم وتعمقهم في متابعة أهوائهم فقد ضمنوا متهذين المقال مطواه وكتبوا اسم سلطانهم بالألقاب البليغة بالذهب اعلاه واسم الله تعالى ورسوله عليه الصلوة والسلام بالمداد واسمه بعد عدة سطور للعناد فحملنا ذلك على عدم معرفتهم بالرسوم والآداب وقلة ممارستهم مراسيم الخطاب والجواب وحيث اردنا ان لا يتاي بذلك المسلمون تلونا فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يغلونه وعاودنا انفاذ الايلجية مع اكابر القضاة وحملنا اليهم الخلع والموحبات ليسلكوا مسالك الموافقات ويتجنبوا جوانب المخالفات .

Shafi 369