322

Zubdat abin tunani a tarihin hijira

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Nau'ikan

Tarihi

ناره واتفق أن جماعة من امراء نوعية الذين كان يعتمد عليهم ويعتمدون عليه فارقوه وانحازوا الى طقطا فقويت بهم عزيمته واشتدت بهم شكيمته وهم ماجي وشدن وأثراج واق بغا وطيطا ومعهم ثلثون الف فارس فعزم على المسير اليهم واتصل بهم أنه هاجم عليهم وانه قد جمع لهم من العساكر اعدادا واستصحب من الجيوش امدادا وكان صحبته من الخانات ومقدمي التمانات مرتد طقطا ومنجك وجهر كس وينجي وضجوداي ويلق وتلكتمر واق بغا والطنبغا وتجماز واخوة الملك وهم بولك وضراي بنا وثدان والامرا الذين انحازوا اليه من عسكر نوغيه وقد ذكرناهم ور كب نوغيه واولاده وهم جكا وتكا وطراي وامراوه وعسكره وتأهبوا للقاء فلما صار بين العسكرين مسافة يوم واحد ارسل شخصا يسمي ثقا ومعه مائة فارس ليكشفوا له الخبر ويعلموا اين وصل طقطا ومن معه من العسكر فسار لكشفهم فلما اشرف عليهم احاطوا به وقتلوا كل من معه وسلم بنفسه ورجع فاخبر نوعيه بانهم قد دهموه فركب نوغيه واولاده ومن عنده والتقى الجمعان على مكان يسمي كو كان لك واقتتلوا فكانت الكسرة على نوغيه وقت المغرب وانهزمت بنوه وعساكره وتفرقوا وثبت هو على ظهر فرسه وقد طعن في السن وتغطت عيناه بشعر حواجبه وعلته الكبرة وضعفت منه القدرة فوافاه روسي من عسكر طقطا فعرفه بنفسه وقال له لا تقتلني فانا هو نوعية وانما احملني إلى طنطا فان لي به اجتماعا ولي معه و حديث فلم يصغ الروسي الى مقاله بل حز راسه لوقته وحاله واحضرها إلى الملك طقطا وقال له هذه رأس نوغيه فقال له وما اعلمك انه نوغيه قال انه عرفني بنفسه واستوقفني عن قتله فلم اصغ اليه واجهزت عليه فغضب طقطا لذلك غضبا شديدا وامر بالروسي فقتل لكونه تعدى على مثل هذا الرجل الكبير الشان ولم يحضره الى السلطان وقال أن السياسة توجب قتله حتى لا يعود احد يفعل مثله وعاد طنطا إلى مقامه وقد ظفر بمناه وقرت بنصره على اعدائه عيناه واما اولاد نوغيه ومن سلم من عسكرهم فانهم استتروا بجنح الليل واختفوا في غمار عساكر طقطا وتنادوا بشعارهم ليظنوهم من أصحابهم وكان شعارهم على ما حكاه من شهد الوقعة معهم ايل يائق فسلموا ليلتهم تلك وساروا مغلسين وعادوا راجعين وكان الذي شبي من نسوانهم وذراريهم الخلق الكثير والجم الغفير وبيعوا بالاقطار وجلبوا إلى الأمصار واشترى السلطان والامرا منهم بالديار المصرية جماعة من الطوائف التي جلبها التجار ودخلوا دين الاسلام بالرغبة واقاموا الصلاة باجتهاد ومحبة وصار من انصار الملة واعوان الأمة فقدر الله اجلاهم من الأوطان وسبيهم من عند الاهل والاخوان ليخرجهم من ظلمات الكفر الى نور الايمان ويقيم بهم منار الاسلام ويناضلوا عن دين نبيه عليه السلام بحد الحسام فسبحان الملك العلام الذي بيده سلطان الليالي والأيام .

Shafi 347