Zubdat abin tunani a tarihin hijira
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Nau'ikan
وشكرناه على انه اضاف الى ملكنا للدنيا ملكنا للاخرة وجلل علينا كل الدين الفاخرة ونذرنا ان نعم الرعية بعدلنا ونشمل البرية بفضلنا وان لا نسمع بمظلوم الا نصرناه ولا نطلع على مقهور الا انقذناه فلما اتصل بنا ما بمصر من المظالم ومن فيها من غاصب و ظالم هاجرنا النصر الله تعالي ونصرة الدين وبادرنا لانقاذ من فيها من المسلمين وارسلناهم وانذرناهم وكاتبناهم وزجرناهم ووعظناهم فلم تنفع فيهم العظة وايقظناهم فلم تكن عندهم يقظة فلقيناهم بقوة الله تعالي فكسرناهم وقلعنا آثارهم وملكنا الله تعالى ارضهم وديارهم وتبعناهم إلى الرمل وحطمناهم كما حطم سليمان وجنوده وادي النمل فلم ينج منهم الا الفريد ولا سلم الا البريد فلما استقر تملكنا البلاد وجب علينا حسن النظر في العباد فاحضرنا الفكر فيمن نقلده الأمور وانعمنا النظر في من نفوض اليه مصالح الجمهور فاخترنا لها من يحفظ نظامها المستقيم ويقيم ما اناد من قوامها القويم يقول فيسمع مقاله ويفعل فتقتفي افعاله يكون أمره من امرنا وحكمه من حكمنا وطاعته من طاعتنا ومحبته الطريق الى محبتنا فراينا أن الجناب العالي الاوحدى الكفيلي المجاهدي الأميري الهمامي النظامي السيفي ملك الأمراء في العالمين ظهير الملوك والسلاطين تفجق هو المخصوص بهذه الصفات الجليلة والمحتوى على هذه المناقب الجميلة وان له حرمة المهاجرة الى ابوابنا ووسيلة القصد إلى ركابنا فعرفنا له هذه الحرمة وقابلناه بهذه النعمة وراينا انه لهذا المنصب حفيظ قمين وعلى ما استحفظ قوي امين وانه يبلغنا الغرض من حفظ الرعايا فأقمناه مقامنا في العدل والقضايا.
والبعلبكية والحمصية والساحلية والجبلية والعجلونية والرحبية من العريش الى سلمية نيابة تامة عامة كاملة شاملة يؤتمر فيها بأمره ويزدجر فيها بزجره ويطاع في اوامره ونواهيه ولا يخرج احد عن حكمه ولا يعصيه له الأمر التام والنظر العام وحسن التدبير وجميل التأثير والاحسان الشامل لاهل البلاد واستجلاب الغزاة والقواد وتأمين من يطلب الامان والطاعة والامتنان متفقا في الاستخدام والتامين مع ملك الامراء ناصر الدين فان اجتماع الآراء بركة والهمم تؤثر اذا كانت مشتركة وكل من انناه فانه اماننا اجريناه على قلمهما ولسانهما وقد أنعم عليه بالسيف والسنجق الشريف والكوس والبايزة الذهب برأس السبع ورسمنا له بالف فارس من المغل يركبون لركوبه وينزلون لنزوله وليكونوا تحت حكمة رفعه لقدره وتنويها باسمه.
والصدور والاعيان والجمهور أن يتحققوا انه نائبنا في السلطنة الشريفة وأن له هذه المنزلة المنيفة وليطيعوه طاعة تزلفهم لديه وتقربهم اليه ويحصل لهم بها رضاه عنهم وإقباله عليهم وقربهم منه وليلزموا عنده الأدب في الخدمة كما يجب وليكونوا معه في الطاعة والموافقة على ما يحب.
وتعظيم الشرع واحكامه وتنفيذ اقضية كل قاض على قول امامه وليعتمد الجلوس للعدل والانصاف واخذ حق المشروف من الاشراف وليقم الحدود والقصاص على كل من وجبت عليه وليكف الكف العادية عن كل من يتعدى اليه وقد تقدم من الأمر بالاثار الجميلة في الشام المحروس ما تشوفت اليه الاعين وتاقت اليه النفوس وقد رده الله سبحانه اليهم ردا جميلا وليكن بمصالح الدولة ومصالح الرعية كفيلا والله تعالي يجعل له إلى الخير سبيلا ويوضح له إلى مراضي الله و مراضينا دليلا منه ولطفه .
Shafi 341