223

Zubdat abin tunani a tarihin hijira

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Nau'ikan

Tarihi

الوسع في اقتناء الذكر الباقي الذي هو العمر الثاني وقد انحصر الثناء الجميل والثواب الجزيل في التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله واستعمال العدل والنصفة المندوب اليها وأى عدل ونصفة أعظم قدرا وأعلى ذكرا في سائر الأصقاع والممالك من انقاذ النفوس بجريعة الذقن من المهالك واطفاء نائرة أكباد حتي وقلوب جرحي ومن أحياها و فكأنما أحيا ولما لم يكن لنا بفضل الله العظيم واحسانه الجسيم افتقار ولا بغية لم يبق في ضميرنا ارادة ولا منية سوى رفاهية العالم وطمأنينة بني آدم خصوصا الطائفة الاسلامية وأهل الملة الحنيفية أنفذنا الأجية الى اخواننا نوقاي آقا وتودامنكو وغيرهم ونبهناهم على أن الملك العقيم الذى ادخره لنا جدنا جنكزخان وآباؤنا الكرام بعد الصبر على المشقة في تحصيله والمقاساة وتحمل أعباء الشدائد والمعاناة بمجرد النزاع والخصام وخلاف الوفاق واختلاف الكلام قد أشرف على شحوب بهجته وبهائه وتكدير رونق صفاء مائه والآن أن أن نستبدل وحشة النزاع بأنس الصلح ونتعوض عن غيهب ليلة النفار والتقار تباشير الصبح وتغمد السيوف البواتر التي استلت من الأغماد وتعقي أثر الهرج والمرج ونعرض عن الأغراض والأحقاد ونتفق الجميع على القيام بواجب كوج قان وخدمته والالتزام بواجب طاعته والاشتمال على ما ينوط بمصلحته وحيث تأملوا ذلك بعين البصيرة ورأي من حتكه دوران الفلك والتجربة تبين لهم أن هذا الرأي محض شور لا يشوبه غش ولا مداهنة وخالص تنبيه لا يغادره سوي زبدة المناصحة فقالوا ان الذي وقع من الخلاف كان بين زمن قد قضى نحبه من الآباء والأسلاف ولم تجر بيننا مخاشنة ولا وقع خلف ولا مشاحنة فعدنا إلى ما كان عليه آباونا القدماء الكرام من الاتفاق والائتلاف وحفظ العهد والدمام والتزمنا أن لا ينحل عقد هذا النظام والله الموفق للرشاد والهادي إلى السداد ولما تفرغ البال من اصلاح ذات البين واستحكمت مرائر الائتلاف بين الجهتين أنفذنا الايلجية بعد النية الخالصة لله وللرسول تسكينا للفتن الثائرة واطفاء اللهيب تلك النائرة وحقنا لدماء المسلمين وسدا لثلمة الدين فكانت خلاصة جوابه وزبدة خطابه عند وقوفه على ما كتب به اليه انه لو أنفذ أبونا شيخ الاسلام قدوة العارفين، كمال الدين عبد الرحمن لكنت أسكن إلى أمانته وأخلد الى ديانته وأسمع منه ما لم تحتمل إيداعه الكتب وأشافهه بما عندي من المصالح وأخاطبه بما ينطوي عليه ضميري للمسلمين من النصائح. هذا وغير خاف انه يعز علينا بعاده ويوحشنا بينه وفراقه وربما اتصل به ما نستفيده من حسن معاشرته وجميل مصاحبته وحيث كان التماسه موجبا و الاشاعة الخير العام واذاعة شعار الاسلام رضينا بتوجهه الى جهته اسعافا لمقترحه وجعلناه في اتخاذ العهد واليمين بدلا عن شمالنا واليمين ولم يكن بين كلامنا وكلامه بون اذ هو لنا في أمور الدين نعم العون والتزمنا بكل ما عساه يسنده الينا وبما يري ثقة بانه الناصح الأمين الذي لا ينطق عن الهوى وربما شرذمة من الجهال من الجهتين من أهل الشقاق والنفاق الذين لا تجتمع كلمتهم على الوفاق تنافي طبائعهم الصلح والاتفاق يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره لاختلاف ملتهم وطمعا في ادراك بغيتهم فالواجب أن لا تسمع أقوالهم وتترك أفعالهم أولائك الذين حبطت أعمالهم من المعلوم ان كل امر يمكن اعتماده على الوجه الجميل بحيث تنحسم فيه مواد القال والقيل لا ينبغي أن تكون الحال فيه بالضد خصوصا في الخطب الإد والأمر الجد. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وكتب في أوائل اب ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وستمائة بمقام تبريز والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

والانعام وذلك كان دأبه مدة مقامه بالشام.

Shafi 243