Zubdat abin tunani a tarihin hijira
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Nau'ikan
القومصية ألهمه الله رشده وقرن بالخير قصده وجعل النصيحة محفوظة عنده ما كان من قصدنا طرابلس وغزونا له في عقر الدار وما شاهده بعد رحيلنا من اخراب العمائر وهدم الأعمار وكيف كنست تلك الكنائس من على بساط الأرض ودارت الدوائر على كل دار و كيف جعلت تلك الجزائر من الأجساد على ساحل البحر كالجزائر وكيف قتلت الرجال واستخدمت الأولاد وملكت الحراير وكيف قطعت الأشجار ولم يترك الا ما يصلح و لأعواد المجانيق ان شاء الله والستائر وكيف نهبت لك ولرعيتك الأموال والحريم والأولاد والمواشي وكيف استغنى الفقير وتأهل العازب واستخدم الخديم وركب الماشي وهذا وأنت تنظر نظر المغشى عليه من الموت واذا سمعت صوتا قلت فزعا وعلى هذا الصوته وكيف رحلنا عنك رحيل من يعود وأخرناك وما تأخيرك الا لأجل معدود وكيف فارقنا بلادك وما بقيت ماشية الا وهي لدينا ماشية ولا جارية الا وهي في ملكنا جارية ولا سارية الا وهي بين أيدي المعاول سارية ولا زرع الأ وهو محمود ولا موجود لك الا وهو مفقود وما منعت تلك المغاير التي هي في روس الجبال الشاهقة ولا تلك الأودية التي هي في التخوم مخترقة وللعقول خارقة وكيف سقنا عنك ولم يسبقنا الى مدينتك أنطاكية خبر وكيف وصلنا اليها وأنت لا تصدق أننا نبعد عنك وان بعدنا فسنعود على الأثر وها نحن نعلمك بما تم ونفهمك البلاء الذي عم. كان رحيلنا عنك من طرابلس يوم الاربعا رابع وعشرين شعبان ونزلنا أنطاكية في مستهل شهر رمضان وفي حالة النزول خرجت عساكر للمبارزة وكسروا وانتصروا فما نصروا وأسر من بينهم كند اصطبل فسأل في مراجعة أصحابك فدخل الى المدينة وخرج هو وجماعة من رهبانك وأعيان أعوانك تحدثوا معنا فرايناهم على رايك من اتلاف النفوس بالغرض الفاسد وان رايهم في الخير مختلف وقولهم في الشر واحد فلما رايناهم قد فات منهم الفوت وأنهم قد قدر الله عليهم الموت رددناهم وقلنا لهم نحن الساعة لكم ناصحين وهذا هو الأول في الانذار والآخر فرجعوا متشبهين بفعلك ومعتقدين أنك تدركهم بخيلك ورجلك ففي بعض ساعة من شأن المرشان وداخل الرهب الرهبان ولان للبة القسطلان وجاهم الموت من كل مكان وفتحنا بالسيف في الساعة الرابعة من يوم السبت رابع شهر رمضان وقتلنا كل من اخترته لحفظها والمحاماة عنها وما كان أحد منهم الا وعنده شيء من الدنيا فما بقي أحد منا الآ وعنده شيء منه ومنها ولو رايت خيالتك وهم صرعي تحت أرجل الخيول وديارك والنهاية فيها تجول والكسابة على من بها تصول وأموالك وهي توزن بالقنطار وداماتك وكل اربع منهن تباع فتشترى من مالك بدينار ولو رايت كنايسك وصلبانك قد كسرت ونشرت وصحفها من الأناجيل المزورة قد نشرت وقبور البطارقة قد بعثرت ولو رايت عدوك المسلم وقد داس مقام القداس والمذبح وقد ذبح فيه الراهب والقسيس و والشماس والبطارقة وقد هدموا مطارنته وأبناء المملكة وقد دخلوا في المهلكة ولو شاهدت النيران وهي في قصورك تخترق والقتلي بنار الدنيا قبل نار الآخرة تحترق وديارك وأحوالك قد حالت وكنيسة بولص وكنيسة القسيان وقد زلت كل منهما وزالت لكنت تقول ويا ليتني كنت ترابايي ويا ليتى لم أوت بهذا الخبر كتابا ولكانت نفسك تذهب من حسرتك ولكنت تطفي تلك النيران بما عبرتك ولو رأيت مغانيك وقد أقفرت من مغانيك ومراكبك وقد أخذت في السويدية بمراكبك فصارت شوانيك من شوانيك لتيقنت أن الاله الذي أنطاك انطاكية منك استرجعها والرب الذي أعطاك قلعتها منك قلعها ومن الأرض اقتلعها ولتعلم أنا بحمد الله قد أخذنا منك ما كنت قد أخذته من حصون الإسلام وهي دير كوش وشقيف تلميس وشقيف كفردبينه وجميع ما كان لك في بلاد أنطاكية واستنزلنا أصحابك من الصياصي وأخذناهم بالنواصي وفرقناهم في الداني والقاصي ولم يبق شي يطلق عليه اسم العصيان سوى النهر فلو استطاع لما تسمى بالعاصى وقد أجرى دموعه ندما و كان يذرفها عبرة صافية فها هو أجراها بما سفكناه فيه دما.
Shafi 113