٤٦ - وقال (١): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن غالب عن ابن جبير (٢) عن ابن عباس مرفوعًا: (لكلِّ شيءٍ آلةٌ وعدّة، وإنّ آلة المؤمن وعدّته العقل. [ولكلِّ سببٍ مطيّة، ومطيّة البِرّ العقل، ولكلِّ شيءٍ دعامة] (٣)، ودعامة الدِّين العقل. ولكلِّ قومٍ غاية، وغاية العباد العقل. ولكلِّ قومٍ راعٍ، وراعي العابدين العقل. ولكلِّ تاجر بضاعة، وبضاعة المجتهدين العقل. ولكلِّ أهل بيتٍ قيِّم، وقيِّم بيوت الصدِّيقين العقل. ولكلِّ خرابٍ عمارة، وعمارة الآخرة العقل. ولكلِّ أمرٍ عقب يُنسب إليه ويُذكر به، وعقب الصدِّيقين الَّذي يُنسب إليهم ويُذكرون به العقل. ولكلِّ سَفْرٍ فسطاط يلجؤون إليه، وفسطاط المؤمنين العقل) (٤).
_________
(١) بغية الباحث (٢/ ٨٠٦) رقم ٨٢٤، إتحاف المهرة (٦/ ٢٢) رقم ٥٢٢٩، والمطالب العالية (٣/ ٢٠٧ - ٢٠٨) رقم ٢٧٨.
(٢) في البغية والإتحاف والمطالب: (ابن حنين).
(٣) ما بين معقوفتين ليس في الإتحاف والمطالب.
(٤) علقه الديلمي في مسند الفردوس (ج ٣ ق ٣٣/ ب) عن الحارث به.
وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ٢١٩) رقم ١١٦.
٤٧ - وقال (١): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن موسى بن جابان عن أنس قال: جاء ابنُ سلام إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله إنّي سائلك عن خصالٍ لم يُطلِع اللهُ عليها أحدًا غير موسى بن عمران، فإن كنتَ تعلمُها فهو ذاك، وإلا فهو شيءٌ خصَّ اللهُ به موسى بن عمران. فقال له رسول الله ﷺ: (يا ابن سلام إنْ شئتَ فاسألني (٢) وإن شئتَ أخبرتُك). فقال: أخبِرني. فقال رسول الله ﷺ: (إنّ الملائكة المقرّبين لم يحيطوا بخلق العرش ولا علم لهم به، ولا حَمَلتُهُ الذين يحملونه، وإنّ الله ﷿ لمّا خلق السموات والأرض قالت الملائكة: ربّنا هل خلقتَ خلقًا هو أعظم من السموات ⦗٦٥⦘ والأرض؟ قال: نعم؛ البحار. فقالوا: هل خلقتَ خلقًا هو أعظم من البحار؟ قال: نعم؛ العرش. قالوا: وهل خلقتَ خلقًا هو أعظم من العرش؟ قال: نعم؛ العقل. قالوا: ربّنا وما بلغ مِن قدر العقل وعِظم خَلقه؟ قال: هيهات لا يُحاط بعلمه، هل لكم علم بعدد الرمل؟ قالوا: لا. قال: فإنّي خَلقتُ العقلَ أصنافًا شتى كعدد الرمل، فمِن الناس من أعطي مِن ذلك حبّة واحدة، وبعضهم الحبَّتين والثلاث والأربع، وبعضهم أُعطي [فَرْقًا] (٣)، وبعضهم أُعطي وسقًا، وبعضهم وسقين، وبعضهم أكثر، ثم كذلك (٤) إلى ما شاء الله من التضعيف). قال ابن سلام: فمَن أولئك يا رسول الله؟ قال: (العمّال بطاعة الله على قدر أعمالهم وجدِّهم [ويقينِهم] (٥) والنّورِ الَّذي جعله اللهُ في قلوبهم، وقيِّمُهم في ذلك كلِّه العقلُ الَّذي آتاهم الله، فبقدر ذلك يعمل العامل منهم ويرتفع في الدرجات). فقال ابن سلام: والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما خرمتَ واحدًا (٦) مِمّا وجدتُ في التوراة، وإنّ موسى لَأوّلُ مَن وصف هذه الصفة وأنت الثاني. فقال: (صدقتَ يا ابن سلام) (٧). * قال الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) (٨): هذه الأحاديث مِن كتاب العقل لداود بن المحبَّر كلها موضوعة (٩)؛ ذكرها الحارث في (مسنده) عنه. _________ (١) بغية الباحث (٢/ ٨٠٧) رقم ٨٢٦، إتحاف الخيرة (٦/ ٢٧ - ٢٨) رقم ٥٢٥٢، والمطالب العالية (٣/ ٢١٣ - ٢١٢) رقم ٢٨٠٦. (٢) في البغية: (تسألني). (٣) في جميع النسخ: (فوقًا)، والمثبت من البغية. والفَرْق - بالتسكين ويُحرَّك - مكيال يسع ستة عشر مدًا، وقيل اثنا عشر مدًا. انظر تاج العروس (٢٦/ ٢٨١). (٤) في البغية: (وبعضهم أكثر من ذلك، كذلك ...). (٥) في (م): (وبغيتهم)، وفي باقي النسخ: (وتقيّتهم)، والمثبت من البغية والإتحاف والمطالب والتنزيه. (٦) في المطالب: (حرفًا واحدًا). (٧) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ٢١٩) رقم ١١٧. (٨) (٣/ ٢٠٦). (٩) داود بن المحبَّر متروك متَّهم؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (٨/ ٤٤٣ - ٤٤٩) رقم ١٧٨٤، وميزان الاعتدال (٢/ ٢٠) رقم ٢٦٤٦.
٤٧ - وقال (١): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن موسى بن جابان عن أنس قال: جاء ابنُ سلام إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله إنّي سائلك عن خصالٍ لم يُطلِع اللهُ عليها أحدًا غير موسى بن عمران، فإن كنتَ تعلمُها فهو ذاك، وإلا فهو شيءٌ خصَّ اللهُ به موسى بن عمران. فقال له رسول الله ﷺ: (يا ابن سلام إنْ شئتَ فاسألني (٢) وإن شئتَ أخبرتُك). فقال: أخبِرني. فقال رسول الله ﷺ: (إنّ الملائكة المقرّبين لم يحيطوا بخلق العرش ولا علم لهم به، ولا حَمَلتُهُ الذين يحملونه، وإنّ الله ﷿ لمّا خلق السموات والأرض قالت الملائكة: ربّنا هل خلقتَ خلقًا هو أعظم من السموات ⦗٦٥⦘ والأرض؟ قال: نعم؛ البحار. فقالوا: هل خلقتَ خلقًا هو أعظم من البحار؟ قال: نعم؛ العرش. قالوا: وهل خلقتَ خلقًا هو أعظم من العرش؟ قال: نعم؛ العقل. قالوا: ربّنا وما بلغ مِن قدر العقل وعِظم خَلقه؟ قال: هيهات لا يُحاط بعلمه، هل لكم علم بعدد الرمل؟ قالوا: لا. قال: فإنّي خَلقتُ العقلَ أصنافًا شتى كعدد الرمل، فمِن الناس من أعطي مِن ذلك حبّة واحدة، وبعضهم الحبَّتين والثلاث والأربع، وبعضهم أُعطي [فَرْقًا] (٣)، وبعضهم أُعطي وسقًا، وبعضهم وسقين، وبعضهم أكثر، ثم كذلك (٤) إلى ما شاء الله من التضعيف). قال ابن سلام: فمَن أولئك يا رسول الله؟ قال: (العمّال بطاعة الله على قدر أعمالهم وجدِّهم [ويقينِهم] (٥) والنّورِ الَّذي جعله اللهُ في قلوبهم، وقيِّمُهم في ذلك كلِّه العقلُ الَّذي آتاهم الله، فبقدر ذلك يعمل العامل منهم ويرتفع في الدرجات). فقال ابن سلام: والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما خرمتَ واحدًا (٦) مِمّا وجدتُ في التوراة، وإنّ موسى لَأوّلُ مَن وصف هذه الصفة وأنت الثاني. فقال: (صدقتَ يا ابن سلام) (٧). * قال الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) (٨): هذه الأحاديث مِن كتاب العقل لداود بن المحبَّر كلها موضوعة (٩)؛ ذكرها الحارث في (مسنده) عنه. _________ (١) بغية الباحث (٢/ ٨٠٧) رقم ٨٢٦، إتحاف الخيرة (٦/ ٢٧ - ٢٨) رقم ٥٢٥٢، والمطالب العالية (٣/ ٢١٣ - ٢١٢) رقم ٢٨٠٦. (٢) في البغية: (تسألني). (٣) في جميع النسخ: (فوقًا)، والمثبت من البغية. والفَرْق - بالتسكين ويُحرَّك - مكيال يسع ستة عشر مدًا، وقيل اثنا عشر مدًا. انظر تاج العروس (٢٦/ ٢٨١). (٤) في البغية: (وبعضهم أكثر من ذلك، كذلك ...). (٥) في (م): (وبغيتهم)، وفي باقي النسخ: (وتقيّتهم)، والمثبت من البغية والإتحاف والمطالب والتنزيه. (٦) في المطالب: (حرفًا واحدًا). (٧) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ٢١٩) رقم ١١٧. (٨) (٣/ ٢٠٦). (٩) داود بن المحبَّر متروك متَّهم؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (٨/ ٤٤٣ - ٤٤٩) رقم ١٧٨٤، وميزان الاعتدال (٢/ ٢٠) رقم ٢٦٤٦.
1 / 64