Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Nau'ikan
2
وتاج بخت وهند والبسوس»، بالإضافة إلى الاسم الذي يرد في الأدب العربي الكلاسيكي «الهيلة»، باحثة عن ثأر أخيها المغتال في أرض الشام وفلسطيني ، ملقية الفتنة بين التحالف العدناني القيسي: «ربيعة ومرة» أو تغلب وبكر، وتشفي غليلها بالتآمر لقتل الملك كليب قاتل أخيها التبع اليماني.
بالطبع تنسج الملحمة للبسوس فابيولاتها الغربية التي توحدها مع المتنبئة الشاعرة الطروادية «كاساندرا»، بل إن قصة حبها وزواجها مشابهة لما وقع بين أبولو وكاساندرا وصاحب زواجهما في النهاية.
فلقد كانت سعاد - أو البسوس - فاتنة جميلة فصيحة الكلام، شديدة البأس «تركب الخيل في الميدان وتبارز الفرسان»، واشترطت أن لا تتزوج إلا من يقهرها في ميدان القتال، وكان أن سمع بخبرها ملك عظيم اسمه «سعد اليماني» وكان ملك بلاد السرو،
3
فركب إليها وبارزها إلى أن اقتلعها من فوق سرجها فأقرت له بالغلبة، وتزوجها وأقام لها حفلة لمدة سبعة أيام، ثم عاد بها إلى بلاده التي يرجح أنها وادي الأردن، وظلت تحكم معه البلاد لمدة عشرة أعوام، إلى أن وصلها اغتيال كليب بن مرة لأخيها الملك التبع حسان، فكان أن ركبت هي وبيتها وبناتها وممتلكاتها وسارت تسأل عن «حلة بني مرة» فأرشدوها، فسألت من فورها عن الأمير جساس، وأنشدته - كما يذكر النص - مترجمة، سواء عن طريق استخدام مترجم أو أنها هي التي ترجمت أفكارها اللغوية المخالفة للغة هذه الشاعرة الساحرة، على عادة الآلهة الأنثى الأم لمجموع القبائل المتحالفة المهاجرة أو المغيرة، كما هو الحال بالنسبة للأمازونيات الليبيات المحاربات، وسارة الإلهة الأم لقبائل إبراهيم، والجازية بإزاء القبائل الهلالية في سيرة بني هلال، وكذا اليمامة ابنة كليب التي تسمى بها في سيرتنا هذه، كما سيرد فيما سيجد من أحداث وتكشفات هذه السيرة العربية الكبيرة، والتي ما هي سوى تراجم ذاتية لأنساب أبطالها، وصراعات بلاطهم وهجراتهم وحروبهم التي عادة ما تلعب فيها الإلهة الأنثى الأم دور القائد والكاهن والمزار القمري الطوطمي.
بل إن هناك جسدا لسيرة أو ملحمة تؤرخ لهجرة تقودها كاهنة محرضة يمنية قحطانية أيضا مثل البسوس هذه، لا بأس من التوقف عندها قليلا؛ للتعرف على مدى الخصائص والسمات لتلك القبائل التي تعبد الإلهة الأنثى الأم، وتولي بالتالي «الخال» تقديسها الأسمى.
وهي أسطورة قحطانية عريقة تستوجب التأني، تنسب أحداثها لهجرات حميرية مصيرية بالنسبة لمجرى وتاريخ أحداث الشرق الأدنى، ويؤرخ لها بما أعقب خراب سد مأرب؛ أي مع مطلع الألف الأولى قبل الميلاد.
فعندما وافت المنية الملك الكاهن عمران بن عامر، دعا أخاه عمرو بن مزيقيا وأنبأه بخراب البلاد، وبأهمية الزواج بالكاهنة طريفة ومات، وعامر سمي ميزيقيا؛ لأنه كانت تنسج له في كل سنة 360 حلة من الذهب الأحمر،
4
Shafi da ba'a sani ba