Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Nau'ikan
أما أخوه الأصغر - صاحب هذه السيرة - المهلهل - الذي لقب بالزير - فكان ابن عشرة أعوام، وكان شجاعا فصيحا منعكفا على شرب المدام وسماع الأصوات والأنغام، ينشد الأشعار البديعة، ويأتي بالمعاني النفسية الرفيعة. •••
ولا تغفل الملحمة هنا ذكر معركة حربية كبيرة، شنها اليمنيون الحميريون التباعنة
4
انتقاما لمقتل واغتيال تبعهم الملك حسان، الذي يعرف فعلا بآخر التباعنة، فما إن وصل مقتله إلى اليمن «بصنعاء وعدن» حتى هاجت الرجال وكثر القيل والقال.
فصمم ابن عمه «عمران القصير» على غزو بني قيس بمائة ألف مقاتل ركب فيهم وجد الطريق إلى بلاد الشام.
واستعد كليب للحرب والقتال، وخرج للقائه والتقى الجيشان واشتعلت لهيب الحرب حتى عظمت الأهوال، وظل كليب يفتك بأقيالهم إلى أن صرع قائد اليمنية «عمران القصير»، فعاد راجعا إلى الشام ودخلها كالبازي حورس أو - كما تشير الملحمة - «كالصقر بالعز والنصر»،
5
واجتمع إلى ابنة عمه الجليلة وسادات القبيلة.
ويلاحظ هنا تحيز هذه السيرة العائلية في الالتجاء إلى العرب القيسيين الشماليين في مواجهة عرب الجنوب - الجزيرة - اليمنيين منذ مصرع تبعهم المغتال، التبع حسان اليماني، وفي الحروب التي أعقبت موته بمائة ألف جندي، وألف سفينة مدججة لاستعادة ممالكه المترامية في سوريا ولبنان والعراق والأردن، وشمال الجزيرة السعودية اليوم وفلسطين، بالإضافة إلى الحبشة والسودان، مضافا بقية إمبراطوريته التي شملت آسيا الصغرى إيران وتركيا وكذا أواسط آسيا، كما سبق أن أخبرتنا سيرته، التي كما قلنا: إننا لم نلحقها هنا سوى في المقتل.
أي إن كل ما تبقى من سيرة التبع حسان اليماني المندثرة - الذي يقال بأنه آخر التباعنة ملوك اليمن الغابرة - هو ما يتصل بسيرتنا هذه - الزير سالم - فهو مجرد فتوحاته الأخيرة في غرب آسيا التي مركزها دمشق، والتي اكتملت بمصرعه ليلة عرسه، على يد زوجته الجليلة أو جليلة الفلسطينية وابن عمها الأمير كليب، باستخدام خدعة الجند داخل الصناديق، بما يذكرنا بحصان طروادة، وخديعة ملكها بريام وبيته، سوى من فارق أساسي بين كلتا الخدعتين الحربيتين؛ إذ بينما لجأ التحالف القبلي الهليني الأثيني إلى إحداث غزو خارجي لأعدائهم الطرواديين الأناضوليين.
Shafi da ba'a sani ba