Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Nau'ikan
وابتدأ بتقسيم الإمبراطورية إلى عدة فرق، ولى عليها من استسلم له من أمراء القيسيين، وأولهم الأمير «مرة» والد جساس مغتال كليب الذي جعله على الفرقة الأولى «يسكن مع قومه في نواحي بيروت وبعلبك والبقاع.» وجعل الأمير عبس واليه على فلسطين وبلاد السرو وعباد وهي مملكة النبطيين أو العرب الأنباط الأردنيين.
ويلاحظ أن الأردن بالفعل يكثر بها أشجار السرو إلى أيامنا، كما يلاحظ أن الأنباط العرب ما تزال تتواتر حولهم عديد من المأثورات والأمثلة الفولكلورية حول النبط أو النبطة، والقول بأن فلان نبطي أو مثل النبطة، بمعنى أنه إنسان صلب قوي لا يقهر ولا يلين أو ينكسر، كما أن من خصائصهم المأثورية الفولكلورية: الحنكة والشطارة.
كما أقام التبع الغازي حسان واليه الأمير المسمى عدنان على الفرقة الثالثة «وأن يقيم في العراق بتلك المنازل والآفاق.»
وهكذا استتب للتبع اليماني المقام بعد أن شتت بني قيس وقادتهم في البراري والتلال، ودام له الحال ثلاثين سنة «تهاديه الملوك الأكاسرة وتهابه الملوك القياصرة.»
فبنى قصرا مرتفع البنيان وجعل أبوابه من الفضة والذهب، بناه له بناء فرعون مصر الشهير الذي تحتفظ الملحمة باسمه «الريان»، الذي تجمع معظم المصادر العربية الكلاسيكية على الاحتفاظ باسمه هذا، وهو فرعون إبراهيم في مصر، بما يشير إلى افتراض أن هذه الأحداث وقعت متعاصرة على وجه التقريب مع مطلع الألف الثانية ق.م؛ أي منذ حوالي 38 قرنا كما سيتضح.
وتكتمل مأساة هذا التبع المتجبر الذي يربط البعض بينه وبين ملك الملوك «أجا ممنون»؛ نتيجة لمصرعه واغتياله على يد عروسته المغتصبة الجليلة بنت مرة - ليلة عرسه الدامي - وعشيقها أو خطيبها أو زوجها الأمير كليب، وما نتج عن هذا الاغتيال الدامي من اندلاع ألسنة لهب حرب البسوس الشهيرة التي ستطالعنا، والتي امتدت تحت تأثير النزعات القبلية والثأرية لمدة أربعين عاما، كما تذكر نصوص هذه السيرة من فولكلورية وتقليدية.
والتي هي - بالتحديد هذه الحروب - الموضوع الجوهري لسيرة الزير سالم، وإحدى حلقات هذه السيرة المهمشة التي اندثر جزؤها الأسبق عن حياة وحروب ذلك التبع اليمني القحطاني حسان اليماني؛ حروبه ومآثره وشعره عالي الهامة، وتجبره كطاغية قبائلي، وزير نساء يتزوج كل ليلة بعذراء كشهريار.
فما إن سمع الملك حسان أن للأمير مرة - واليه على بيروت والبقاع - بنتا فاضلة جميلة تدعى جليلة، مخطوبة لابن عمها كليب بن ربيعة الذي سبق له - أي الملك حسان - قتل والده الملك ربيعة حتى رغب في الزواج منها.
وهنا أسقط في يد الحبيب أو الخطيب القيسي «كليب»، إلى أن نصحه أحد الكهان «العابد نعمان» أن يلجأ إلى الحيلة والاغتيال فيتظاهر بالرضا متخفيا في زي مهرج أو بهلول الأميرة جليلة، حتى ينفذ إلى القصر برفقة مائة فارس مختبئين داخل صناديق جهازها وكنوزها، فجعل بكل صندوق طابقين، طابق يحتوي كنوز الجليلة أو الزوجة المخطوفة أو المغتصبة، وطابق اختفى فيه فارس شجاع بكامل سلاحه وعدته.
3
Shafi da ba'a sani ba