Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Nau'ikan
تقد الصخر والزرد المتينا
وكان أن أشارت اليمامة بمنازلته هي و«ملاعبته» بلعبة كانت تلاعب بها أباها كليبا - التفاحات والسهم - وذلك بأن تضربه بأربع تفاحات وترى كيف يتصرف.
وهكذا نازلته هذه القائدة الكاهنة القمرية اليمامة التي أصبحت مدنا، بل إليها وإلى مدنها انتسبت القبائل الكلبية، أو بنو كليب، الذين كان لهم - حتى مجيء الإسلام - دولة بمدينة أو مدن اليمامة تعرف باليمامة، كما يذكر القلقشندي.
وكانت وسيلة التعارف بالتفاحات والسهام عند اليونان، كما يوجد في «أوديسا» هوميروس، هي الوسيلة التي عرفت بها بنيولب عودة زوجها المتنكر الغائب أوليس (أوديسيوس) إلى قصره بإيثاكا في زي سائل، ولعلها موتيفة نقلت إلى ابنه تلمياك من بعده بخيال الرواة، وهذا ليس بعيدا كل البعد عما نحن فيه من أحداث، فقد كان أوديسوس المخاطر والبطل اليوناني في غزو طروادة، هو صاحب حيلة حصان طرواة الشهيرة التي تمكن عن طريقها الإغريق من التسلسل إلى داخل أسوارها بعد أن أعياهم حصارها عشر سنوات.
وكليب - كما رأينا - هو صاحب حيلة الخيل حاملة الرماة في الصناديق التي بها استطاع بنو قيس وكالب عرب للشمال أن يتسللوا داخل أسوار قلعة التبع حسان اليماني وحاضرة ملكه دمشق، التي جاءها التبع محاصرا وغازيا.
وهكذا نازلته في اليوم التالي اليمامة، قائلة: أنا أقاتلك اليوم دون المهلهل.
وحين تصرف الأمير هجرس مع تفاحاتها الأربع بنفس شارات أبيها، تعرفته وكفته عن مقاتلته واحتضنته، وأخبرته بأنه ابن أمها الجليلة وأبيها كليب، وأن عمه الزير سالم الذي ينوي مقاتلته «فارس الخيل من عجم وعربان.»
1
وهكذا رجع الهجرس متوجسا إلى أمه الجليلة - كمثل أوريست - ينوي قتلها إن هي كتمت عنه حقيقته، فأنشدت الجليلة باكية:
قالت الجليلة من أبيات
Shafi da ba'a sani ba