Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Nau'ikan
ويبدو أن ذاك النزاع بين القبائل البائدة والباقية الذي قد يكون على سبيل التخمين نزاعا ذا طابع حضاري مغرق في القدم، وأنه كان متبوعا بانقلاب أبوي - أي نقل السلطة من الأم إلى الأب - مع بدء المعرفة بالزراعة.
بل إن الصراع على التابوت - أو تابوت العهد - يشير أكثر إلى طبيعة ذلك الصراع، ومعناه أن تلك القبائل السلفية كانت من عبدة جثمان آدم، فيقال: إن الجثمان كان مخبئا في كهف ماكبيلا، وإن قبيلة كالب عبدته.
فيقال: إن قبائل كالب العربية والعبرية كانت تعبد جثمان آدم، وكالب اسم أو هو تحالف لقبائل عربية وعبرية وكنعانية، ومن أسمائها بن كلب بن وبرة، و«بني كلب» بن «ربيعة بن صعصعة» و«الكلبيين» و«كليب» ... إلخ.
كما يقال بأن الأشياء والممتلكات التي كانت قد سرقتها راحيل - أو راشيل أم النبي يوسف الإلهة القمرية الأم لقبيلة يعقوب عقب زواجهما - كان من بينها رأس آدم.
وراشيل - أو الكاهنة الحمامة
6 - هي الإلهة الأم التي من اسمها تواترت تسمية إسرائيل عقب زواج يعقوب برحيل، والتسمي برجل راشيل.
فالسلفية كما يعرفها شيخ المؤرخين أرنولد توينبي بأنها سباحة ضد تيار الزمن والتاريخ، فيبدو أن جدلية الحياة - أو حركة التاريخ اليومية - تدعو إلى تزيين السلفية ومن وجوه عدة، لعل أبسطها جاذبية الرخاء القديم الغابر عند العرب عامة، ممثلة في الإفراط بكاء على الأطلال والزمان المنقضي.
ومن جانب آخر تتمثل السلفية في سحر اللغة ورونقها، ولنقل: سحر عصور وأحقاب بعينها لأزهى عصور منقضية .
كما إن أقصى جاذبيتها تتبدى في الأساطير والتحليق في رومانتيكية العقل الغيبي المضاد والمعادي في ذات الوقت للعقل كهدف أخير للتاريخ.
ويا له من عالم رائع من حيث جمالياته البحتة - عالم الأساطير المكبل بسلطان العادة والتوارث - لدى تلك القبائل المتناحرة دفاعا عن وهم الأسلاف ورممهم!
Shafi da ba'a sani ba