278

============================================================

(وسع كرسيه السموات والأرض) إنه علمه، وجاءوا على ذلك بشاهد لا يعرف وهو قول الشاعر: [البسيط] ولا يكرسئ علم الله مخلوق(1) كأنه عندهم: ولا يعلم علم الله مخلوق. و"الكرسي" غير مهموز، و"يكرسي" مهموز. ويستوحشون، زعموا، أن يجعلوا لله كرسيا أو عرشا أو سريرا(2) .

وقد أنشدني هذا البيت محمد بن عمر(3) الصيمري(4) ببغداد، وكان من م شايخ المعتزلة، وكان أمينا، وذكر أنه يرويه عن مشايخهم: [البسيط] ما لي بعلمك كرسي أكاتمه وهل يكرسيء علم الله مخلوق(5) و أنشدني مرة أخرى: وهل يكرسئ علم الغيب مخلوق.

وقال : الكرسي هو العلم. واحتج بهذا البيت. وهو مذهب المعتزلة، يريدون بذلك نفي التشبيه.

ويقال: الكرسي: الرجل العالم السيد، ورجال كراسي، أي علماء سادة(6).

وأنشد: [الطويل] يحف بهم بيض الوجوه] وعصبة كراسي بالأحداث حين تنوب (1) معاني القرآن للنحاس 263/1 .

(2) النص منقول من تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص 80، وتطرق له أيضا في الاختلاف في اللفظ والرد على المشبهة المنشور في كتاب عقائد السلف ص 240 . ويقصد المعتزلة .

(3) في ب وه: نصر، وفي م وأخواتها: نضر.

(4) من شيوخ المعتزلة في بغداد، وكان من تلاميذ أبي علي الجبائي، توفي سنة 315، انظر: فضل الاعتزال ص 308، والفهرست ص 87، وباب ذكر المعتزلة ص 56 . ويبدو أنه ألف كتابا كبيرا في الدفاع عن أبي علي الجبائي، اسمه "المسائل" . ولعل هذا الكتاب هو الذي اعترض عليه أبو الحسن الأشعري، وذكر أنه ألف كتابا في الرد عليه، قائلا: (وألفنا كتابا في الرؤية، نقضنا به اعتراضات اعترض بها علينا الجبائي في مواضع متفرقة من كتب جمعها محمد بن عمر الصيمري، وحكاها عنه، فأبنا عن فسادها وأوضحناه وكشفناه) . انظر: تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 134.

(5) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص 80.

(6) ورد هذا المعنى في تفسير غريب القرآن للأمام زيد بن علي، مصورة برنستن، ص 150.

(7) تفسير الطبري 16/3، أساس البلاغة ص 727، نقلا عن قطرب . والزيادة منهما .

Shafi 275