256

============================================================

وقال الطرماح على لفظ الواحد: [الوافر] ويؤذنهم علي فتاء سني حنانك ربنا يا ذا الحنان(1) قال أبو عمرو وغيره: حنانك: رحمتك ومغفرتك. وقال بعضهم: حنانك معناه تباركت. قال: وهذا كله معروف عند العرب. يقال: قد تحثنت على فلان(2). قال: وكان ابن عباس ينكر معرفتها، والكلام واسع. وروى أبو عبيد بإسناد له عن ابن عباس في قوله (وحنانا من لدنا)، قال: والله ما أدري ما الحنان(3). وروي عنه في وجه آخر [أنه](4) قال: هو الرحمة. قال أبو عبيد: وقدا فسره ابن عباس في حديث، وأنكره في حديث، وهو عندنا أثبت.

فكأن الله عز وجل هو المتعطف على عباده بالرحمة.

[والحنان](5) على وزن "فعال"، لأن من شأنه التعطف بالرحمة والتحنن.

و أصله من حنين الناقة، وهو تعطفها على ولدها بالرفق وبالصوت الشجي الذي يخرج من صدرها. يقال: حنت الناقة، إذا خرج من صدرها ذلك الصوت الشجي(6). تبارك الله الحنان.

[36] المثان ومن صفاته عز وجل "المنان"، ومعناه: المعطي. يقال: من علي فلان بكذا، أي أعطانيه. قال الله عز وجل (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب [ص: 39]، وقال (ولا تمنن تستكثر) [المدثر: 6]، أي لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت (1) ديوان الطرماح ص 299.

(2) في المقتضب 224/3 شرح المبرد "حنانيك" بأنها رحمة بعد رحمة ، يقال : تحنن على فلان اذا رحمه.

(3) أبو عبيد : غريب الحديث 445/5، وانظر : الزاهر 200/1.

(4) زيادة منا لم ترد في الأصول.

(5) في الأصول: وهو.

(6) من (وأصله) زيادة من م وأخواتها، لم ترد في ب.

Shafi 253