============================================================
أرسل الله على أصحاب الفيل(1) الطير الأبابيل، فذب عنهم، فسمي أهل مكة أهل الله". قال هشام: فالسلام هو الله عز وجل، لقوله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن) [الحشر: 23]، وأهل السلام أهل مكة، لأنهم أهل الله.
و في حديث عمر أنه قال لنافع بن الحارث(2): من استخلفت على آل الله؟
يعني أهل مكة. وقال الشاعر: [الرمل] نحن آل الله في بلدته لم نزل آلا على عهد ابرهم(3) وفي حديث آخر: لكل شيء أهل، وأهل الله أهل القرآن.
وقول الناس "السلام عليكم"، فإنها سنة من رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن هذا قبل الإسلام. كان أهل الجاهلية من العرب يقولون "أنعم صباحا" ، و"أنعم مساء" . وكانت العجم ينحني بعضها لبعض، يريد بذلك الخضوع له و تعظيمه. فرفعث(4) هذه الذلة عن هذه الأمة، وسن النبي صلى الله عليه واله السلام عليكم"، كأنه أراد أن يعلمهم أن من دخل في الإسلام فقد سلم وأمن، وحرم دمه وماله، وسقطت عنه الجزية، فهو سليم آمن في الدنيا مما على أهل ال الحرب من المشركين، وعلى أهل الجزية من أهل الذمة، وأنه سليم آمن في الآخرة من عذاب النار.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب، لا فقولوا وعلاكم السلام"، يعني أن السلام هو الله عز وجل. علاكم: يعني غلبكم وقهركم، ليس يعني أنه فوقكم، لأنه عز وجل لا يوصف بالفوق والتحت.
و في حديث آخر أنه قال صلى الله عليه وآله في رد السلام عليهم "إنهم ي قولون: السام عليكم، فقولوا: وعليكم"(5). قال الأصمعي: السام: الموت، (1) على أصحاب القيل: سقطت من ب.
(2) في طبقات ابن سعد 242/3 : نافع بن عبد الحارث الخزاعي، عامل عمر بن الخطاب على (3) أنساب الأشراف للبلاذري 69/1، برواية أخرى، المنمق لابن حبيب ص26 ، تاريخ اليعقوبي 306/1.
(4) هكذا في ب، وفي م: فوضعت.
(5) ابن قتيبة : غريب الحديث 357/1، صحيح البخاري (6257)، صحيح مسلم 4/7 .
Shafi 213