============================================================
فاستغنوا بعلمهم عن المساءلة عن معانيه، وعما فيه مما في كلام العرب مثله من الوجوه والتخليص(1).
قال الزهري(2) : إنما أخطأ الناس في كثير من تأويل القرآن لجهلهم بلغة العرب.
قال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول: سمعت الخليل بن أحمد يقول: سمعت أيوب السختياني(3) يقول: عامة من تزندق بالعراق لقلة علمهم بالعربية.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم(4) اللغة والإعراب. روى أبو عبيد بإسناد له عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: أعربوا القرآن.
وعن ابن مسعود قال: أعربوا القرآن، فإنه عربي.
وقال عمر بن الخطاب: تعلموا إعراب القرآن، كما تتعلمون حفظه . وفي حديث آخر قال عمر: تعلموا اللحن والفرائض والسنة، كما تعلمون القرآن(5) .
وعن يحيى بن عتيق(6) قال: سألت الحسن فقلت: الرجل يتعلم العربية، يلتمس بها المنطق، ويقيم بها قراءته، فقال الحسن: فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها، فيهلك فيها.
فلما كان كذلك، راض الناس أنفسهم بتعلم العربية ، ولم يجدوا إلى ذلك سبيلا أوضح من الشعر، فحفظوا دواوين الشعراء وأحكموها، وبقي الشعر الأول الصحيح المعاني مستعملا محفوظا، وشهرت تلك الدواوين شهرة لا تجهل وظهرت ظهورا لا يخفى، حتى لو أن رجلا أنشد قصيدة: "قفا نبك من ذكرى (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة 8/1.
(2) أبو بكر محمد بن مسلم الزهري، من أعلام التابعين في المدينة، توفي سنة 124 : المعارف ص 472، طبقات الفقهاء للشيرازي ص 47 ، وفيات الأعيان 177/4.
(3) في م وأخواتها : السجستاني. وهو أبو بكر أيوب بن أبي تميمة السختياني، توفي في البصرة سنة 131. انظر : المعارف لابن قتيبة ص 471، طبقات الفقهاء للشيرازي ص 95 .
(4) في ب: نظم.
(5) غريب الحديث لابن قتيبة 61/2.
(6) يحيى بن عتيق البصري، سمع من الحسن البصري ومحمد بن سيرين، ووصفه ابن سعد فقال: كان ثقة وله أحاديث : طبقات ابن سعد 253/7، تاريخ البخاري 295/8 .
132
Shafi 135