============================================================
كمتموه فقضى بينكم أبلج مثل القمر الزاهر لا يأخذ الرشوة في حكمه ولا يبالي غبن الخاسر(1) فقام أصحاب عامر إلى الإبل ونحروها، وقالوا: نفر عامر. فطارت لعامر على علقمة بقول الأعشى، من غير أن يحكم بينهما هرم. وقال الحطيئة بعد ذلك: [الطويل] فما ينظر الحكام بالفضل بعدما بدا واضح ذو غرة وحجول(2) وقال فيه أيضا: [البسيط] يا عام قد كنت ذا باع ومكرمة لو أن مسعاة من جاريته أمم جاريت قرما أجاد الأحوصان به ضخم الدسيعة(4) في عرنينه شمم فلم يغن عنه ذلك شيئا، لما سبقه إليه الأعشى(5) .
وربما يلقبون قوما بلقب، فيغضبون منه، فيحسنه الشاعر بشعره، فيستحسنونه بعد ذلك، ويرضون به. فقد كان بنو [جعفر](3) بن قريع بن عوف بن كعب(7) يقال لهم "بنو أنف الناقة". وكان سبب ذلك أن قريعا أباهم نحر جزورا، وكان له عدة من الولد، وقسم اللحم(8). فقالث أم جعفر بن قريع، وهي الشموس من بني وائل بن سعد، لابنها جعفر : انطلق إلى أبيك، فانظو هل بقي عنده شيء .ا (1) ديوان الأعشى ص 93، العمدة 53/1.
(2) ديوان الحطيية بشرح السكري ص 46، وطبعة نعمان ص9 .
(3) ديوان الحطيية بشرح السكري ص 46، وطبعة نعمان ص 16 . ويا عام: مرخم يا عامر.
(4) رواية الديوان : جزل المواهب. وأورد المؤلف هنا رواية طبقات الشعراء لابن سلام ص 23 .
(5) المنافرة في كتاب الديباج لأبي عبيدة ص 90 وما بعدها . وجمع صاحب الأغاني مختلف الروايات في الأغاني 195/16 وما بعدها ، التذكرة الحمدونية 399/7، سرح العيون ص (6) في الأصول: حنظلة، وهو في المصادر الأخرى : جعفر . والرواية في ب مضطربة، ورواية م وأخواتها أفضل، وسياقها يقتضي هذا التصحيح.
(7) في م يستمر النسب: بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
(8) وكان له عدة : زيادة من ب، سقطت من م وأخواتها.
Shafi 119