============================================================
وهذا هو للغة العرب، وليس لسائر اللغات في هذا حظ ولا نصيب، بل صت هذه اللغة بأن أنشأ الله لها قوما فتحوا لها هذه الأبواب من النحو، وجعلوا ذلك معيارا لكلامهم (1) ، يقومونه به إذا اعوج، ويحفظونه إذا مال(2). فالنحو هوا معيار جميع كلام العرب، ما كان منه منثورا، وما كان شعرا، وما كان سجعا، وغير ذلك من وجوه كلام العرب. وبالنحو يرتل القرآن، الذي هو كلام الله عز وجل، فيعرب كل حرفي منه به، ويقوم عليه، حتى لا يترك حرف واحد إلا ويعطى حقه(3) من (4) الإعراب. وهكذا كان الفصحاء من العرب يفعلون في كلامهم كله يعطون كل حرف حظه من الإعراب. وليس هذا لسائر لغات الأمم. وهي فضيلة خصت بها هذه اللغة دون غيرها.
والنحو معناه القصد والحذو. يقال: هو ينحو ذلك النحو، أي يحذو ذلك ال الحذو. ويقال: أخذ نحوه، إذا قصد قصده. فكأنهم سموه "نحوا" لأنهم حذوا بعضه حذو بعض، وقصدوا به تقويم اللغة(5).
[العروض في اللغة العربية](6) ثم لهذه اللغة العروض، الذي (7) يقوم به الشعر خاصة، فتعرف استقامته من انكساره، ويميز سالمه من مزاحفه(8)، ويوزن به وزنا، فيتبين تقطيعه وأفاعيله و أعاريضه وضروبة. وكان الخليل بن أحمد أول من استخرج العروض، واستنبط (1) في المطبوع: للكلام.
(2) إذا مال: سقطت من ه.
(3) هكذا في الأصول والمطبوع، وسيأتي فيما بعد "حظه من الإعراب" .
(4) من هنا يبدأ الاعتماد على مخطوطة ب.
(5) الجملة لم ترد في ب، وهي في الأصول والمطبوع.
(6) في م وهاملش ك عنوان خاص : ذكر العروض، وفي ق: الباب الثاني .
(7) هكذا في ب، وفي الأصول والمطبوع: التي يقوم بها.
(8) الزحاف، عند العروضيين، هو انكسار الوزن الشعري بالزيادة أو النقصان. انظر حول أنواعه : العقد الفريد 418/5، والعمدة لابن رشيق 138/1.
Shafi 109