============================================================
حرفت، ولم ينقص حرف. فأما الحرف الذي يسمى "لام ألف" (1) فهو حرف مكرر، وإنما هو لام وألف . فإذا اجتمعتا ظهرث صورتهما صورة حرف واحدا فسمي باسم واحد. فهذا الدليل الواضح والشاهد العدل على كمال لغة العرب، مع ما بيناه من أحياز هذه الحروف ومدارجها، واحتواء لغة العرب عليها، وقصور سائر اللغات عنها، والزيادة المتولدة فيها، لا يقدر على دفعه إلا مباهت معاندا ومتعصب حاسد.
ها وازاحاط با ج ال ام ان اس اعاف اص ش ات اث اخا ذ ا ضا ظ ينظر: مفاتيح العلوم للخوارزمي ص 220 . وقد لاحظ ابن خلدون، الذي عقد فصلا مطولا لحساب الجمل، أن علوم التصوف وما شابهها من العلوم هي "حادثة" في الملة . لكنه يعود ليذكر أن "هذا هو العمل المتداول بين الناس منذ الأمر القديم" . انظر : مقدمة ابن خلدون ص 120، طبعة دار الفكر . وقد عرف حساب الجمل لدى الغنوصية القديمة والقبالة اليهودية منذ القرن الثاني الميلادي. غير أن العبرانية كانت تنطوي على اثنين وعشرين حرفا، فكانتا كرر بعض الحروف للحصول على القيمة العددية، مما يعني أن أصل حساب الجمل كان نظاما كتابيا ينطوي على ثمانية وعشرين حرفا . انظر : سعيد الغانمي : ينابيع اللغة الأولى، ص 236 . وكان حساب الجمل معروفأ لدى الفراهيدي، الذي عرفه بأنه "ما قطع على حروف ابي جاد"، كتاب العين 143/6، كما عرفته الإسماعيلية في عصر المؤلف، وقد ذكره أبو تمام في شجرة اليقين ص 36، والسجستاني في المقاليد الملكوتية ص 293، ولعل ل الإسماعيلية الأولى ورثته من التشيع الغنوصي المبكر، ولا سيما في حركة بيان بن سمعان، اا الذي كان يزعم أنه يعرف "اسم الله الأعظم"، انظر : الأشعري : مقالات الإسلاميين ص5 وهالم: الغنوصية في الإسلام ص 41 . والمرجح أن هذه الغنوصيات نفسها ورثته عن الثقافة الغنوصية التي كانت سائدة في العراق قبل الإسلام.
(1) في المطبوع : لا.
Shafi 103