وعلى مسافة ألف ميل تقريبا، كان أحمد زوج يوكو يقود سيارة كاثي الأوديسية، بينما تستريح كاثي، وكان الأطفال على المقعد الخلفي أثناء انطلاق الجميع بسرعة كبيرة خلال ولاية نيومكسيكو. وكان أحمد قد قضى سبع ساعات وهو يقود السيارة دون توقف، ولو واصل هذه السرعة لوصلوا إلى مدينة فينيكس عصر يوم السبت.
كان أحمد يحث كاثي على الامتناع عن الإصغاء إلى الأنباء في الإذاعة، ولكن حتى المحطات التي تذيع موسيقى الروك والموسيقى الشعبية الريفية كانت تتسرب منها شذرات من المعلومات؛ كان الرئيس بوش يقوم بزيارة نيو أورلينز في ذلك اليوم، وقد نعى لتوه فقدان المنزل الصيفي في «ترينت لوت» على ساحل المسيسيبي، وكان رجال الحرس الوطني المدججون بالسلاح قد دخلوا مركز المؤتمرات لتوهم، وعلى الرغم مما كان يدفعهم إلى أن يتصوروا أن دخولهم سوف يواجه بما يشبه حرب العصابات، فإنهم لم يواجهوا أي مقاومة على الإطلاق، ولم يجدوا إلا أناسا منهكين جوعى يريدون الرحيل من المدينة، واستراحت كاثي لسماع ذلك، قائلة لنفسها إنه ربما بدأ التحكم في أحوال المدينة، وكان أحد المعلقين يقول إن الوجود العسكري «سرعان ما يغدو مهيمنا.»
وأثناء جولات زيتون وناصر، وجدا عربة جيب حربية مهجورة وبداخلها صندوق من الوجبات الجاهزة للأكل، وبعد ذلك بقليل قابلا أسرة من خمسة أفراد فوق معبر علوي، فقدما إليهم بعض الماء وصندوق الوجبات. كانت مصادفة عجيبة، فلم يكن زيتون يحب أن يحمل أي شيء ذا قيمة على الإطلاق، ويرحب بأي فرصة للتخفف مما يعثر عليه.
كانت الساعة تشير إلى الخامسة تقريبا، وقد بدأ الظلام يكتنف السماء ، عندما شرع زيتون في العودة إلى منزل شارع كليبورن.
وكان زيتون واثقا بأن راعي الكنيسة وزوجته قد أنقذا بعد مرور هذا الوقت الطويل، ولكنه أراد التأكد، فقام مع ناصر بتحويل مسار القارب إلى شارع روبرت.
كان ألtين وبيولا لا يزالان بالمنزل، جالسين في المدخل، وحقائبهما جاهزة، والمطر الخفيف يتساقط عليهما. كانا قد قضيا أربع ساعات ينتظران.
وشعر زيتون بالحنق، وبأنه لا حيلة له، وبأنه تعرض للخيانة. كان قد وعد راعي الكنيسة وزوجته بالنجدة، ولكنه لم يف بوعده لأنه وقع ضحية الكذب.
واعتذر للزوجين موضحا أنه حاول طلب الغوث أولا من المستشفى فطرد منها تحت تهديد السلاح، ثم ذهب إلى شارع سانت تشارلز لإخبار الجنود ورجال الإغاثة بما هما فيه من محنة، وعبر راعي الكنيسة عن ثقته بأن العون لا بد قادم، ولكن زيتون لم يكن يريد المجازفة.
قال لهما: «سأدبر شيئا ما.»
وعندما عاد زيتون مع ناصر إلى المنزل في شارع كليبورن، شاهدا قاربا صغيرا له محرك مربوطا في مدخل المنزل الأمامي، ووجدا داخل المنزل تود جامبينو جالسا مع كلب جديد، واتضح أنه استطاع بهذا القارب - الذي وجده طافيا تحت جراج مهدم وفكر في الاستفادة منه - أن يقوم بجولاته الخاصة في المدينة، فينقل الناس من مداخل بيوتهم وسطوحها إلى المعابر العلوية وغيرها من أماكن الإنقاذ. بل إنه وجد هذا الكلب الذي يأكل الآن طعامه سعيدا تحت قدمي تود فوق أحد السطوح وأخذه معه.
Shafi da ba'a sani ba