كانت جلسة الاستماع قد ألغيت، دون إبداء الأسباب.
وأصبحت الفرصة الوحيدة الآن هي الكفالة. كان على كاثي أن تعود إلى دخول المدينة وإحضار الأوراق التي تثبت ملكيتهما لمبنى المكاتب؛ بحيث يستخدمان المبنى نفسه كفالة.
وأصر عدنان على توصيل كاثي بالسيارة إلى داخل المدينة.
وسلكا الطريق أ-10، وخرجا منه في مخرج شارع كارولتون، وفورا صدمتهما الرائحة. كانت خليطا من عدة روائح، وتجمع بين ما هو لاذع المذاق وما هو منتن، بل أيضا - بسبب الأغصان والأشجار الملقاة في الشمس - ما هو حلو المذاق، ولكن أكثر ما راعهما هو قوة الرائحة؛ كانت نفاذة للغاية، فغطت كاثي وجهها بلفاعها كي تكسر من شوكتها.
كانت المدينة تبدو كأنما هجرها أهلها منذ عقود طويلة، كانت السيارات قد ذابت ألوانها بسبب السموم التي تغشى المياه، فبدت ذات لون رمادي باهت، وكانت مبعثرة في كل مكان مثل اللعب. وسلكا طريق كارولتون إلى شارع إيرهارت، واضطرا في إحدى المناطق إلى العبور إلى الحارة ذات الاتجاه العكسي لتحاشي الأشجار التي اقتلعت فغدت تعترض الطريق. كان الحطام في كل مكان، وغريب الشأن: من أطر عجلات السيارات، إلى الثلاجات، إلى عجلات الأطفال الثلاثية، إلى الأرائك، إلى قبعة من القش.
كانت الشوارع مهجورة. لم يشاهدا أحدا - لا بشرا ولا عربات - حتى وصلت سيارة من سيارات الشرطة فتوقفت خلفهما على مسافة لا تبتعد عن مبنى المكاتب إلا بشوارع معدودة. وطلبت كاثي من عدنان أن يدعها تقوم بالحديث، وكانت تلك استراتيجية طال عليها الأمد ما بينها وبين زيتون. كان قيامها بالحديث دائما أيسر وأسرع، فلن تؤدي لهجة أبناء الشرق الأوسط إلى إثارة المزيد من الأسئلة.
وجاء شرطيان من سيارتهما، وقد وضع كل منهما يده على المسدس في جانبه، واقترب الشرطي الذي كان يقود السيارة منهما وسأل عدنان عما يفعله في المدينة. فمالت كاثي برأسها للإيضاح وقدمت للشرطي رخصة قيادتها من النافذة.
قالت: «إنني أقيم في منزلي في آخر الشارع، ولم أعد إلا لتقدير الأضرار، وأخذ أي شيء لم يصبه الضرر.»
وأصغى إلى كاثي، لكنه عاد إلى سؤال عدنان: «ما الذي تفعله هنا؟»
واستبقت كاثي الإجابة قائلة: «نحن مقاولون.» وقدمت إلى الشرطي بطاقة الشركة.
Shafi da ba'a sani ba