192

كان رالي قد أصبح الآن يعرف بعض القضاة والإداريين الذين ينظرون في حالات السجناء الذين اعتقلوا بعد العاصفة وغدوا محتجزين في سجن هنت. كان رالي يطمح في إسقاط تهمة زيتون، فقال لكاثي إن الوقت قد حان لها كي تذهب إلى باتون روج، وقال إنها يمكن أن تذهب بالطائرة إلى تلك المدينة وتتهيأ للذهاب إلى السجن في أي لحظة، ومن المحتمل أن تستطيع مقابلته يوم الإثنين، وحجزت كاثي مقعدا لها على الطائرة، واتصلت بعدنان قريب زيتون.

وسألها في تردد: «عبد الرحمن؟»

قالت: «إنه بخير.»

وتنفس الصعداء، وأخبرته بقصة حبس زوجها، وبأنها قادمة لإخراجه من السجن.

قال عدنان: «ستقيمين معنا!» كان قد قضى مع زوجته ذلك الأسبوع الأول وهما ينامان على الأرض في أحد مساجد باتون روج، ثم استأجرا شقة لمدة شهر ويقيمان فيها الآن.

وقال عدنان إنه سوف يقابلها في المطار، ويتولى توصيلها إلى السجن.

الأحد 25 من سبتمبر

كانت كاثي تشعر بأن الطائرة في مشكلة من نوع ما؛ إذ كانت تطير على ارتفاع جد منخفض وتهبط بسرعة أكبر مما ينبغي، بل إنها كانت واثقة بأنها سوف تصطدم بالأرض وتتحطم، ما عادت تثق في شيء يتعلق بنيو أورلينز، ولو في السماء من فوقها. وقبضت بشدة على مساند الكرسي، وجالت ببصرها لترى إن كان أحد غيرها أفزعه ما يجري؛ وإذ بصوت قائد الطائرة يأتيها على الإنتركوم، قائلا إنهم يطيرون على ارتفاع منخفض فوق المدينة، حتى يتمكن الركاب من مشاهدة ما أصابها من أضرار، ولكن كاثي لم تستطع أن تنظر!

وعندما هبطت الطائرة، كان المطار مقفرا. كان فيه رجال أمن المطار، وبعض رجال شرطة نيو أورلينز، ورجال الحرس الوطني، وعدد محدود من المدنيين. كان يبدو أن ركاب الطائرة مع كاثي كانوا الأشخاص الوحيدين في المبنى. كانت جميع المحال التجارية مغلقة، والأضواء خافتة. وكانت الأنقاض متناثرة فوق الأرض في كل مكان، من القمامة، إلى الأوراق، والأربطة، وغيرها من المعدات الطبية.

واستقبلها عدنان وأوصلها بالسيارة إلى الشقة التي استأجرها هو وعبير في باتون روج. وكانت كاثي قد غلبها التعب والإرهاق فنامت حتى دون أن تخلع حذاءها.

Shafi da ba'a sani ba