رفع بصره فشاهد امرأة بشرفة الطابق الثاني بأحد المنازل، فأبطأ سيره واتجه نحوها.
وسألته: «هل تسمح بتوصيلي؟»
كانت المرأة ترتدي بلوزة زرقاء براقة، وأخبرها زيتون أنه يسعده مساعدتها، ثم وجه القارب إلى درج منزلها، وعندما نزلت من الشرفة، لاحظ زيتون قصر إزارها وحذاءها ذا الكعب العالي، والألوان الصارخة على وجهها، وحقيبتها الصغيرة المتلألئة، وأخيرا أدرك ما كان يمكن أن يراه الجميع بوضوح، كانت مومسا. لم يكن واثقا من صحة إقدامه على التجول في قارب تركبه مومس، ولكنه لم يجد من الوقت ما يسمح له برفض توصيلها الآن.
كانت توشك أن تركب القارب حين أوقفها زيتون.
سألها: «هل يمكنك خلع حذائك؟»
كان يخشى أن يخرق سن الكعب العالي هيكل القارب المصنوع من الألومنيوم الرقيق، وأطاعت رجاءه قائلة إنها تريد الذهاب إلى شارع قنال، فهل يسمح بتوصيلها إليه؟ وقال زيتون إنه لا مانع لديه.
جلست قبالته واضعة يديها على جانب القارب، وكان زيتون يشعر بأنه مثل سائق الجندول فجعل يجدف بانتظام دون أن يتكلم. وتساءل إن كانت تتوافر، ولما تمض على العاصفة سوى أيام قليلة، سوق تقدم فيها «خدماتها»، هل كان يمكنها أن تعمل في المنزل الذي وجدها فيه؟
وسألها: «إلى أين أنت ذاهبة؟» إذ لم يكن يستطيع أن يقمع فضوله.
وقالت: «إلى العمل.»
وعند تقاطع شارع جيفرسون دافيز وشارع قنال أشارت إلى مبنى الكنيسة المعمدانية المتحدة الأولى.
Shafi da ba'a sani ba