Mijin Matan Lead da 'Yar Sa Mai Kyau

Cabd Caziz Baraka Sakin d. 1450 AH
49

Mijin Matan Lead da 'Yar Sa Mai Kyau

زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة

Nau'ikan

وهو الولد اليومي الانطباعي الذي ليس له علم إلا ما علمه أبوه، بل كيف صار رجل الشجرة؟

في لحظة كان جعفر فيها بعيدا على شاطئ النهر، يصادق الرعاة نهارا، ويغازل الجنات بالليل، وكان والدك يمشط الطرقات بحثا عن الذي ينتظره، وأمك مليكة شول مادنق خلف سور من الحجارة والرمل تنعم بدفء الأرض، وحتى رياك - سادن الأخلاق والمثل - كان في غفلة تامة، عندما قادتك قدماك ورجل الشجرة ذات مساء إلى الحدائق المجاورة، حدائق البرتقال، وأنت الآن لا تحبين أن يذكر كيف سلمته نفسك؛ لأن تفاصيل ذلك لا تخصك وحدك، ولا تحبين أن يذكر كيف كان منفعلا وخائفا وهو يفك أزرار بلوزتك الكبيرة، وأيضا كيف كانت أنامله غارقة في عرق بارد، ونظراته خجولة رغم الشبق المتوحش الذي أعطى عينيه حمرة الأفوربيا، وهو يرفع عن فخذيك جيبة الجينز ليكومها على صدرك، ويحملق برعب جنسي في عريك مندهشا، كيف لا تقاومين؟ كيف لا ترفض أفخاذك الشحمة ثائرة متمنعة، وتمسك أناملك بالجيبة محاولة إبقاءها حرسا على السيد الجسد، حرسا مسالما من القطن!

كيف لا تقولين له: ابتعد عني، دعني هذا عيب ... هذا حرام ... كيف تدعين جسدك يتوهج في عينيه تحت ضوء القمر هكذا، سهلا ورائعا وطاغيا، أيضا لا تحبين أن يذكر أنه أخذ يرضع ثدييك كما الطفل الجائع ثم ... ثم عضك، عضك بكل قسوة، إلى أن دوت منك صرخة مزقت حجب الليلة المقمرة الساكنة بين أفرع شجيرات البرتقال ونواره الأبيض الذي تطن حوله النحلات، في ذلك الوقت، في ذلك الوقت بالذات - آن تألمك - شعر برغبة الفعل، بلذة معالجة المرفوض المؤلم الممتنع، إلا أنك رفسته بقدميك بعيدا قائلة في ألم: حرام عليك ... أنت قاس!

واشتعلت غضبا، واشتعل هو بدافع الفعل، في الحق افتقدت أنت الرغبة تماما في الاستسلام الحلو المغبط، الذي حتما كان سيقودك إلى الاستشعار بلذة المفاعلة والاستمتاع بالفعل لحظة بلحظة، إلى حين بلوغ النشوة لاكتمالها المقدس التام في ذاته، لحظة استسلام الروح لسلطان الجسد، تذكرت جعفرا، جعفر مختار، قلت لعبد الله، رجل الشجرة: سنعود للبيت، قال وتخنقه العبرة: يستحيل، يستحيل!

اعتذر، أكد، أصر، قال، تمسكت، تباكى، تلامس، تذكر، تقاوم، ثم استسلم لإرادتك بالعودة للبيت، إذا كان هذا هو اللقاء الأول لك مع عبد الله إبراهيم، وفشله هو الذي أبقى علاقتكما إلى اليوم، وفشله هو الذي قاده لطلب يدك من والدك، وفشله هو الذي مكنه من إقناع والده، فإما أنت أو لا امرأة أخرى، إذا، كان فشل الفعل هو السبب للفعل المرتقب، في المستقبل، إذا، فشل الفعل هو نجاح الفعل، وأنت لا تدركين ذلك أبدا - ولن تدركيه - ولا حتى رجل الشجرة يدركه، لكن جعفرا أحس به، وقاله لوالدك، وذلك حين إصرار رجل الشجرة بالزواج منك، قال جعفر لأبيك: إنه فشل في حبها.

وما كان يعلم رجل الشجرة أن هذا الجسد المحروم منه هو مستباح لرجل شجرة آخر بكل طواعية واستسلام ورغبة، بذات سهولة غابة البرتقال التي لم تتبعه، وعندما كادت ... افتقدها.

أخوك رياك المتصوف يعشق ياسمين إبراهيم أخت رجل الشجرة الصغرى، وهي تعشقه، لكن والدها يقول: إن رياك عبد أسود كالفحم، ولا يمكن أن يزوجه ياسمين إبراهيم ابنته، فإذا تجاوزنا ذلك كله، أنت معجبة بوالدك محمد الناصر، بوعي أو دون وعي، متبنية لأفكاره ومواقفه كلها، دون ما استثناء، معجبة بمقدرته في أن يكون حرا، وأن يضع أحلام الحرية من كوابيس الآخرين، ما كنت تفهمين أن حريته تقف عند حدود الممارسة الشخصية كنتيجة للفهم الواعي للعلاقات: العلم والتجربة، لا.

لكنه كان أيضا يسهب في القول عن حرية أن تحفر بئرا، وقيد أن تدفنها، حرية أن تمشي ورجل طوال الطريق من الشلالات إلى الميناء النهري الصغير، تمران بالهضاب الصغيرة المسكونة بالأفاعي والسلاحف القديمة الباردة، أن تقبليه وأنتما تنزلان إلى النهر مرة أخرى إذا أمكن ذلك، أن تلاعبا قردا أو سلحفاة صغيرة لونها لون الحجر، زوجا من الإوز البري، أن تتسلق الرمال البلورية البيضاء. أن تتذكرا جعفرا، جعفر مختار بحرية، أن تخرجا في مظاهرة تطالبان بقفل الطريق التي تشق الغابة، فتلوثها وتقتل الغزلان والسناجب، لكن شريطة أن تشاركا في صنع الطريق البديل، إذا كان والدك حرا حرية مشروطة بحدود الحرية ذاتها، كان حرا كفراشة ترمي بنفسها في اللهب محاولة الالتحام بسر الضوء، أو التلاشي في الذات المشعة، معجبة به وأنت تتبعين تعاليمه وتحسين إحباطاته، وعندما يحس أنك فهمت حريته فهما خاطئا كان يهتف صارخا: ما تفعلينه دعارة وليس حرية شخصية.

ثم يسألك بوضوح: هل الآخر حر؟

وما كنت تمتلكين إجابة لسؤاله، كان والدك حرا في قيد ما يوحي به عقله إليه، وتؤكده نفسه أو جعفر، سيان الأمر، كان وجعفر بالصالون حينما أطل والدك عبر النافذة ليرى المارة يذهبون في كل الاتجاهات، جماعات وفرادى، قال لجعفر سائلا: أين يذهب هؤلاء الناس في كل الاتجاهات يمشون؟ أين يذهبون كل يوم، كل ساعة، الآن، في هذا الآن بالذات؟

Shafi da ba'a sani ba