Mijin Matan Lead da 'Yar Sa Mai Kyau
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
Nau'ikan
فليس من حقكم أن تحكموا على الآخرين انطلاقا من ثوابت أخلاقكم الخاصة وفهمكم السياسي، طالما كانت ليست أخلاقها وليس فهمها.
وكنت في ذلك الحين تضعين الكسرة لأبنائك وتثابرين على الاطلاع والكتابة.
كنت في الحق مشغولة بالغناء والرصاص، عن الغناء والرصاص، كنت مشغولة بصبحك الآتي عن ليلك الحاضر، وعن ليلك الحاضر بصبحك الآتي، وأنت محتارة في أمرك، هل عندما تفكرين في ماجوك تخونين ملوال؟ وهل عندما تفكرين في الاثنين معا تخونين الحكومة؟ وعندما لا تفكرين في أحد هل تخونين الله؟
تذكرت جعفرا، جعفر مختار، أحسست بحاجة للصلاة - أية صلاة كانت - صنعت لنفسك كوبا من القهوة المرة، تركته مليئا ونمت.
هذا سفر الذي هو: ملوال
من خندق واحد قاتلتم، يد ليد، طلقة لطلقة، قلب لقلب، فما ذنبك إذا وقعتم في كمين نصبه لكم جيش الغابة فخسرتم المعركة؟ وما ذنبك إذا قفز نمر على عنق قائد الكتيبة من على شجرة تبلدي فأرداه قتيلا، ما ذنبك؟ وما ذنب الشجرة؟
لاحظت أنت ورفاقك حركة غير عادية في وسط جنود كتيبتك من جنود المليشيا الملحقين، ثم تشكلت عبر همسات ووسوسات حركة عملية عبرت عن كرهها لكم بالشتائم، ثم وجهت إليكم الاتهامات مباشرة: من منكم أيها الجنوبيون الخونة باع أسرار الكتيبة وخططها للمتمردين؟
من بين أفراد الكتيبة كنتم عشرين جنديا من الجنوب، من الدينكا، من الشلك، من النوير، من اللكويا، ومن الباريا، من بينكم ثلاثة مسلمون، عشرة مسيحيون، وسبع ديانات أفريقية، قال قائلك: ليس فينا خائن أو جاسوس، فلقد حاربنا معكم عشرات المعارك، منذ هطول الأمطار في العام الماضي، وإلى هطول الأمطار في هذا العام، مات منا من مات، عبد الله شول، توج مادنق، دنق لوال، بيتر سعيد، خرتيت، أشول وورل، وغيرهم كثير، كثير، أنتم تعرفون ذلك بالتفصيل، وفي هذه المعركة الأخيرة قتل الرجل الطيب أبونا: أيوم لادو لادو، واختطف المتمردون سامسون آرنستو جوبا، ووجدتموه كما وجدناه معكم مذبوحا على القنطرة قرب النهر، فكيف نكون نحن الخونة؟ أنخون أنفسنا؟!
قالوا: أحدكم جاسوس على الأقل، وكلكم متمردون، تحاربون معنا وقلوبكم هنالك في الغابة، كالذئاب المستأنسة!
وجردتم من أسلحتكم وربطتم تحت شجرة تبلدي عملاقة، التي قفز منها النمر والتهم وجه قائد الكتيبة، ثم أمطرتم بوابل من الرصاص، مطر من الجحيم، ثم حرقتم والشجرة، شجرة التبلدي العملاقة، وكنت قد كتبت من قبل إلى أختك مليكة شول مادنق ما قاله لك جعفر يوما ما، عندما التقيت به في ميدان المعركة ولا تدري من أين أتى وكيف: نفس البندقية التي تطلق النار إلى الأمام، هي نفسها التي تطلق النار إلى الوراء، وبالجنب أيضا فانتبه، عسى أن ترتد رصاصات بندقيتك إلى صدرك، فأنت رجل ميت طالما كنت تمسك بالبندقية، هيا ألقها ونم، وحينها قلت لأختك في خطابك: إن ما قاله جعفر يخيفني، جعلني أتفحص بندقيتي عشرين مرة قبل أن أطلق رصاصها.
Shafi da ba'a sani ba