كلامك دايما يتعبني يا توفيق، كلامك دايما يخنقني، بيخلي كل حاجة في عيني وحشة والدنيا كلها وحشة، ازاي انت قادر تعيش بكل الأفكار السودة اللي جواك دي؟
توفيق :
انت بتسمي الأفكار الواقعية العلمية أفكار سودة؟ بقول لك يا شرف الدين يا ابني انت أطيب من انك تفهم العلم! ظلموك اللي عملوك دكتور. الناس اللي طيبين زيك يروحوا يشتغلوا بالمسائل الروحانية أو في الفن، ده انت كمان أطيب من انك تكون فنان؛ لأن الفنان لازم يكون شرير عشان يفهم شرور الحياة ويصورها للناس، انت أطيب من انك تكون حاجة خالص، أطيب من إنك تكون إنسان. حقك تكون ملاك بجناحين وتطير فوق فوق وتعيش في السما.
شرف الدين :
أنا مانيش ملاك ولا حاجة يا توفيق، أنا عارف كويس إن الدنيا مليانة شرور، لكن بالنسبة للدكتور فهيم بالذات ... انت ما تعرفشي الدكتور فهيم في نظري إيه! أنا كنت باعتبره مثلي الأعلى في الحياة، أنا كنت بلف وادور في الحياة وبعدين أرجع ألاقيه الإنسان الوحيد اللي يقف جنبي وانا مهزوم، كان هو الشيء الوحيد اللي بيخليني أحس إن الدنيا فيها خير، وفيها حب وإنسانية. كان هو إيماني الوحيد، كانت بتمر بي ظروف قاسية وخت مقالب كتيرة من ناس كتيرة لكن هو! أفتكر إنه بس موجود كنت باطمن واستريح. أرجوك يا توفيق ما تهزش ثقتي فيه، وخصوصا في حاجة خطيرة زي دي، لا يمكن الدكتور فهيم يسيب العمال تعيا وتموت، لا يمكن يكدب علي ويقول مفيش زرقا. مش يكدب، حيكدب ليه؟!
توفيق :
حيكدب ليه؟! أما انت ساذج صحيح! حيكدب لأنه مش قادر يعمل حاجة. حيعمل إيه؟ فكرة إنك تهد المصنع وتبني مصنع جديد مش مسألة سهلة، فين الفلوس اللي حيبني بها؟
شرف الدين :
يعني مفيش عشرة مليون جنيه في البلد، يعني ما نقدرش نبني مصنع جديد؟
توفيق :
Shafi da ba'a sani ba