فركض فريد إليها يعانقها ثم قبلها في فمها، فأبعدته تقول: لا، لا، قبلني هنا (مشيرة إلى خدها) وهنا (مشيرة إلى عنقها).
ثم أبعدته منها قيد ذراع وهي تنظر إليه بعين كئيبة حزينة ترقرق الدمع فيها.
ودخلت إذ ذاك لطيفة تحمل طبقا من القش عليه الخبز والجبن والزيتون والعسل والقريش ومقلاة فيها بيضات مقلية وسفود من الشواء فألقت الطبق على طاولة قرب الديوان وهي تخاطب مريم: لا تؤاخذيني إذا ناديتك حسب العادة القديمة باسمك، لقد سمعت بما كنت فيه من العز بمصر وفرحت كثيرا، ولكنك دائما تلك المريم عندي، سبحان من يغير ولا يتغير، أنسيت لطيفة العشية التي كانت تلعب وإياك «البوكر»؟ أتذكرين تلك الليالي والفولات، والأزهار التي حرقتها، وال ...
فقاطعتها مريم تقول: لا تذكريني بتلك الأيام يا لطيفة! - وما بالك تبكين يا بنتي، أنت أعز من بنتي، أتبكين فرحا للقاء فريد، يحق لك، لولاي ... - علمت بفضلك يا لطيفة، وأنا شاكرة لك ممتنة. - وإذا غبت يوما واحدا عن فريد يضيع عقلي.
وأخذت الصغير من ذراعيها وطفقت تقبله وتردد النكات التي يسر بها، غن للماما يا حبيبي غن لها: وطلعت عاراس الجبل.
فوقف فريد قدام أمه وهو يجول بنظره فرحا بينها وبين الطابخة ويشير بيديه وبرأسه إشارات لطيفة فتانة.
وطلعت عالاس الزبل
أسلف على البهلا
وسمعت الهمام ينوه
ينوه على البهلا
Shafi da ba'a sani ba