Zahr Nadir Fi Hal Khadir

Ibn Hajar al-ʿAsqalani d. 852 AH
39

Zahr Nadir Fi Hal Khadir

الزهر النضر في حال الخضر

Bincike

صلاح مقبول أحمد

Mai Buga Littafi

مجمع البحوث الإسلامية-جوغابائي نيودلهي

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Inda aka buga

الهند

فَلَا تفني، والجسد لم ينل أمْنِيته فَهُوَ الفاني. وَقد صرح بذلك كثير مِنْهُم، كَابْن عَرَبِيّ الطَّائِي فِي رِسَالَة كشف بهَا اصْطِلَاحه فِي الفتوحات. وَقد ذكر ابْن عَرَبِيّ، رَأس الطَّائِفَة الصُّوفِيَّة فِي تَفْسِير: (وَإِذ قَالَ مُوسَى لفتاه لَا أَبْرَح حَتَّى أبلغ مجمع الْبَحْرين أَو أمضي حقبا) " ظَاهره على مَا ذكر فِي الْقَصَص، وَلَا سَبِيل إِلَى إِنْكَار المعجزات ". أما بَاطِنه فَإِن يُقَال: وَإِذ قَالَ مُوسَى الْقلب لفتى النَّفس وَقت التَّعَلُّق بِالْبدنِ (لَا أَبْرَح) أَي لَا أَنْفك عَن السّير والمسافرة، أَو لَا أَزَال أَسِير (حَتَّى أبلغ مجمع الْبَحْرين) أَي ملتقى الْعَالمين، عَالم الرّوح وعالم الْجِسْم، وهما الْعَذَاب والأجاج فِي صُورَة إلانسانية ومقام الْقلب. ". وَقَالَ فِي تَفْسِير: (ذَلِك مَا كُنَّا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا ... . .) أَي تملص الْحُوت، واتخاذه سَبيله الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ فِي جبلته، مَا كُنَّا نطلبه، لِأَن هُنَاكَ مجمع الْبَحْرين الَّذِي وعد مُوسَى عِنْده بِوُجُود من هُوَ أعلم مِنْهُ، إِذْ الترقى إِلَى الْكَمَال بمتابعة الْعقل الْقُدسِي لَا يكون يلاقى هَذَا الْمقَام. (فارتدا على آثارهما) فِي الترقي إِلَى مقَام الْفطْرَة الأولى كَمَا كَانَا أَولا، " يقصان " أَي يتبعان آثارهما عِنْد الهبوط فِي الترقي إِلَى الْكَمَال، (فوجدا عبدا من عبادنَا) حَتَّى وجدا الْعقل الْقُدسِي، وَهُوَ عبد من عباد الله، مَخْصُوص بمزية عناية وَرَحْمَة: (آتيناه رَحْمَة من عندنَا) أَي كمالا معنويا بالتجرد عَن الْموَاد، والتقدس عَن الْجِهَات، والتورية الْمَحْضَة الَّتِي هِيَ آثَار الْقرب والعندية (علمناه من لدنا علما) من المعارف القدسية والحقائق الْكُلية اللدنية بِلَا وَاسِطَة تَعْلِيم بشري ". هَذَا تَفْسِيره للآيات الَّتِي تتَعَلَّق بمُوسَى وفتاه وَالْخضر - عَلَيْهِم

1 / 39