310

Furen Adabi

زهر الأداب وثمر الألباب - العلمية

Mai Buga Littafi

دار الجيل

Inda aka buga

بيروت

وقيل لأبى العيناء: إن المتوكل قال: لولا أنّه ضرير البصر لنادمته، فقال: إن أعفانى من رؤية الأهلّة، وقراءة نقش الفصوص، فأنا أصلح للمنادمة. ولقيه رجل من إخوانه في السّحر، فجعل يعجب من بكوره، فقال: أراك تشاركنى في الفعل وتفردنى بالتعجّب! ووقف به رجل من العامّة فأحس به، فقال: من هذا؟ قال: رجل من بنى آدم! قال: مرحبا بك، أطال الله بقاك! وبقيت في الدنيا، ما ظننت هذا النّسل إلا قد انقطع! ودخل على عبيد الله بن سليمان فقال: اقرب منّى يا أبا عبد الله، فقال: أعزّ الله الوزير، تقريب الأولياء، وحرمان الأعداء، قال: تقريبك غنم، وحرمانك ظلم؛ وأنا ناظر في أمرك نظرا يصلح من حالك إن شاء الله. وقال له يوما: اعدرنى فإنّى مشغول، فقال له: إذا فرغت من شغلك لم نحتج إليك، وأنشده: فلا تعتذر بالشّغل عنّا؛ فإنّما ... تناط بك الأمال ما اتّصل الشّغل ثم قال: يا سيّدى قد عذرتك، فإنه لا يصلح لشكرك من لا يصلح لعذرك. وأقبل إليه يوما فقال: من أين يا أبا عبد الله؟ قال: من مطارح الجفاء! وقال له مرة: نحن في العطلة مرحومون، وفي الوزارة محرومون، وفي القيامة كلّ نفس بما كسبت رهينة. وسار يوما إلى باب صاعد بن مخلد، فقيل: هو مشغول يصلّى، قال: لكلّ جديد لذّة! وكان صاعد نصرانيا قبل الوزارة. ودخل إلى عبيد الله بن سليمان، فشكا إليه حاله، ققال: أليس قد كتبنا لك إلى إبراهيم بن المدبّر؟ فقال: كتبت إلى رجل قد قصّر من همّته طول الفقر، وذلّ الأسر، ومعاناة محن الدّهر، فأخففته في طلبتى! قال: أنت اخترته؟ قال: وما علىّ- أعزّ الله الوزير! - فى ذلك؟ قد اختار موسى قومه سبعين

1 / 328