ويُروى: أَفتن ذا هوى، وقال المؤمَّل (٥٠):
(هي الشمسُ إلا أنها تسحر الفتى ... ولم أرَ شمسًا قبلَها تُحسِنُ السحرا)
(رَمَتْ بالحصى يومَ الجِمار فليتَهُ ... بعيني وأَنَّ الله حوَّلَهُ جَمْرا) (١٣٨)
١٩ - وقولهم: قد صلَّى الرجل
(٥١)
قال أبو بكر: معناه قد دعا وسأل ربه. والصلاة تنقسم في كلام العرب على ثلاثة أقسام:
تكون الصلاة المعروفة التي فيها الركوع والسجود؛ كما قال ﷿: ﴿فصلِّ لربِكَ وَانْحَرْ﴾ .
وتكون الصلاة: الترحم. من ذلك قوله ﷿: ﴿أولئك عليهم صلواتٌ من ربِّهم ورحمةٌ﴾ (٥٢) . من ذلك قول كعب بن مالك (٥٣):
(صلّى الإِلهُ عليهم من فتية ... وسقى عظامَهُمُ الغَمامُ المُسْبِلُ)
وقال الآخر:
(صلى على يحيى وأشياعِهِ ... ربٌّ كريمٌ وشفيعٌ مطاعْ) (٥٤)
ومنه الحديث الذي رُوي عن ابن أبي أوفى (٥٥) قال: (أتيت النبي صلى الله (١٩ / أ) عليه وآله وسلم / لصدقة عامنا فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى) (٥٦) . فمعناه: ترحم عليهم
_________
(٥٠) الثاني له في الأضداد ٣٧٣. والمؤمل بن أميل المحاربي، شاعر كوفي، من مخضرمي الدولتين، توفي نحو ١٩٠ هـ (الأغاني ٢٢ / ٢٤٥، اللآلى ٥٢٤، نكت الهميان ٢٩٩) .
(٥١) الوجوه والنظائر ق: ٥٦، اللسان (صلا) .
(٥٢) البقرة ١٥٧.
(٥٣) ديوانه ٢٦١. وكعب بن مالك الأنصاري، صحابي، ت ٥٠ هـ (طبقات ابن سلام ٢٢٠)، الأغاني ١٦ / ٢٢٦، نكت الهيمان ٢٣١) .
(٥٤) لبكير بن معدان في التعازي والمراثي ٨٤ وهو للسفاح بن بكير في المفضليات: ٣٢٢.
(٥٥) عبد الله بن أبي أوفى، روى عن النبي، توفي سنة ٨٧ هـ. (تهذيب ٥ / ١٥١، الإصابة ٥ / ٨) . (٥٦، ٥٧، ٥٨) النهاية ٣ / ٥٠.
1 / 44