(إنّ الذي سمكَ السماءَ بنى لنا ... بيتًا دعائِمُهُ أعزُّ وأطولُ)
أراد: دعائمه عزيزة طويلة؛ واحتجوا بقول الآخر (١٠٢):
(تمنى رجالٌ أَنْ أموتَ وإنْ أَمُتْ ... فتلكَ سبيلٌ فيها بأَوْحَدِ)
أراد: لست فيها بواحد. واحتجوا بقول معن أبن أوس (١٠٣):
(لعمري وما أدري وإني لأوجلُ ... على أَيِّنا تعدو المنيةُ أولُ) (١٣ / ب)
/ أراد: إني لوَجِل (١٠٤)؛ واحتجوا بقول الأحوص (١٠٥):
(يا بيتَ عاتكةَ الذي أتعزَّلُ ... حَذَرَ العِدَى وبه الفؤادُ موكَّلُ)
(إني لأمنحكَ الصدود وإنَّني ... قَسَمًا إليكَ مع الصدودِ لأَمْيَلُ)
أراد: لمائل؛ احتجوا بقول الله جل وعز: ﴿وهو أهونُ عليه﴾ (١٠٦) . قالوا: فمعناه: وهو هين عليه.
قال أبو بكر: قال أبو العباس: وقال النحويون، يعني الكسائي والفراء وهشامًا: الله أكبر معناه: الله أكبر من كل شيء، فحذفت (من)، لأن أفعل خبر، كما تقول: أبوك أفضل، وأخوك أعقل؛ فمعناه أفضل وأعقل من غيره؛ واحتجوا بقول الشاعر: (١٢٤)
(إذا ما ستورُ البيتِ أُرخِينَ لم يكنْ ... سِراجٌ لنا إلا ووجهُكَ أَنْوَرُ) (١٠٧)
أراد: أنور من غيره.
_________
(١٠٢) مالك بن القين الخزرجي كما في الاختيارين ١٦١. ونسب إلى طرفة في مجاز القرآن ٢ / ٣٠١ والطبري ٣٠ / ٢٢٧ ولم أجده في ديوانه.
(١٠٣) ديوانه ٣٦ (لا يبزك) ٩٣ (بغداد) . ومعن بن أوس، شاعر مخضرم، ت ٦٤ هـ، (اللآلي ٧٣٣ الإصابة ٦ / ٣٠٧، معاهد التنصيص ٤ / ٤) .
(١٠٤) ك: أراد الوجل.
(١٠٥) ديوانه ١٥ (بغداد)، ١٦٦ (مصر) . والأحوص هو عبد الله بن محمد الأنصاري، أموي، ت ١٠٥ هـ. (طبقات ابن سلام ٩٦، الشعر والشعراء ٥١٨، الأغاني ٤ / ٢٢٤) .
(١٠٦) الروم ٢٧.
(١٠٧) معاني القرآن: ٢ / ٨٣، شرح القصائد السبع ٤٦٧ بلا عزو.
1 / 30