المختلَفة، ودَمَغَ به سلطانَ الجهالة، وأَخْمد به نيرانَ (١٢) الضلالةِ، حتى آضَ الباطلُ / مقموعًا، والجهلُ والعمَى مردوعًا (١٣) . بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا، يُبشِّر ٣١ / ١٩٥ مَن أطاعه بالجنةِ وحسن ثوابها، ويخوِّفُ مَن عصاهُ بالنارِ وما حذَّر من عقابها، ﴿لِيُنذِرَ مَن كان حيًا ويَحِقَّ القولُ على الكافرين﴾ (١٤) .
فَصَدعَ بما أُمِر، وبلَّغَ ما حُمِّل، حتى أُذْعِنَ لله بالربوبيةِ، وأُقرَّ له بالوحدانيةِ، فعاشَ كريمًا محمودًا، ومات موجعًا مفقودًا. وشرَّف وكرَّم وعظَّم.
قال أبو بكر: إنّ (١٥) من أشرفِ العلمِ منزلةً، وأرفعه درجةً، وأعلاه رتبةً، معرفة معاني الكلام الذي يستعمله الناس في صلواتهم ودعائهم وتسبيحهم [وتقربهم إلى ربهم] وهم غيرُ عالمين بمعنى ما يتكلمون به من ذلك.
قال أبو بكر: وأنا مُوضِحٌ (١٧) في كتابي هذا، إنْ شاء الله، معاني (١٨) ذلك كله، ليكون المصلي إذا نظر فيه، عالمًا بمعنى الكلام الذي يتقرَّبُ به إلى خالقِهِ، ويكون الداعي فَهمًا بالشيء يسأله ربَّه (١٩)، ويكون المسبِّحُ عارفًا بما يعظّم به سيِّدَه؛ ومُتْبعٌ ذلك تبيينَ ما تستعمله العوامُ في أمثالها ومحاوراتِها من كلامِ العرب، وهي غيرُ عالمةٍ بتأويلهِ، < و> باختلاف العلماء في تفسيره وشواهده من الشعر (٢٠) .
ولن أُخليه مما أستحسنُ إدخالَهُ فيه من النحو (٢١) والغريبِ واللغةِ والمصادر والتثنية والجمعِ. ليكون مشاكلًا لاسمه إن شاء الله. أسألُ اللهَ المعونَةَ على ذلكَ والتوفيقَ للصوابِ (٢٢) .
_________
(١٢) ك، ر: نار.
(١٣) ك: مرفوعًا (١٤) يس ٧٠.
(١٥) ف: واعلم أن ... و(قال أبو بكر) ساقط منها.
(١٦) ك، ر: معرفة ما يستعمله.
(١٧) ل: موضع.
(١٨) ك: تعالى.
(١٩) ك: بالذي يسأله عن ربه (٢٠) (من الشعر) ساقط من ك.
(٢١) ل: من النحو والشعر
(٢٢) (والتوفيق للصواب) ساقط من ك.
1 / 3