341

Zad Masir

زاد المسير

Editsa

عبد الرزاق المهدي

Mai Buga Littafi

دار الكتاب العربي

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٢ هـ

Inda aka buga

بيروت

و«الهاء» و«الميم» في قوله تعالى: أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ تعود إلى الذين لم يلحقوا بهم. قال الفراء:
معناه: يستبشرون لهم بأنهم لا خوف عليهم، ولا حزن. وفي ماذا يرتفع «الخوف» و«الحزن» عنهم؟
فيه قولان:
أحدهما: لا خوف عليهم فيمن خلفوه من ذريتهم، ولا يحزنون على ما خلفوا من أموالهم.
والثاني: لا خوف عليهم فيما يقدمون عليه، ولا يحزنون على مفارقة الدنيا فرحًا بالآخرة.
[سورة آل عمران (٣): آية ١٧١]
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (١٧١)
قوله تعالى: يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ قال مقاتل: برحمة ورزق.
قوله تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ قرأ الجمهور بالفتح على معنى: ويستبشرون بأن الله، وقرأ الكسائي بالكسر على الاستئناف.
[سورة آل عمران (٣): آية ١٧٢]
الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٢)
قوله تعالى: الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ في سبب نزولها قولان:
(٢٣٩) أحدهما: أن المشركين لما انصرفوا يوم أحد، ندب النبيّ ﷺ أصحابه لاتباعهم، ثم خرج بمن انتدب معه، فلقي أبو سفيان قومًا، فقال: إن لقيتم محمدًا، فأخبروه أني في جمع كثير، فلقيهم النبيّ ﷺ فسألهم عنه؟ فقالوا: لقيناه في جمع كثير، ونراك في قلةٍ، فأبى إلا أن يطلبه، فسبقه أبو سفيان، فدخل مكة، فنزلت هذه الآية، هذا قول ابن عباس، والجمهور.
(٢٤٠) والثاني: أن أبا سفيان لما أراد الانصراف عن أُحد، قال: يا محمد، موعد بيننا وبينك موسم بدر، فلما كان العام المقبل، خرج أبو سفيان، ثم ألقى الله في قلبه الرعب، فبدا له الرجوع، فلقي نُعيم بن مسعود، فقال: إني قد واعدت محمدًا وأصحابه أن نلتقي بموسم بدر الصغرى، وهذا عام جدب، لا يصلح لنا، فثبطهم عنا، وأعلمهم أنَّا في جمع كثير، فلقيهم فخوفهم، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وخرج النبيّ ﷺ بأصحابه، حتى أقاموا ببدر ينتظرون أبا سفيان، فنزل قوله تعالى: الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ الآيات. وهذا المعنى مروي عن مجاهد، وعكرمة. والاستجابة: الإجابة.
وأنشدوا:
فلم يستجبه عند ذاك مجيب «١»

لم أره عن ابن عباس بهذا اللفظ، وإنما أخرجه الطبري ٨٢٣٨ بنحوه عن ابن عباس، وفي الإسناد مجاهيل.
وأخرجه الواحدي في «أسباب النزول» ٢٦٨ عن عمرو بن دينار مرسلا بهذا السياق. وأخرجه الطبري ٨٢٣٦ عن قتادة بنحوه.
أخرجه الطبري ٤٢٤٦ عن ابن عباس بنحوه، وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. وأخرج الطبري ٨٢٤٨ بعضه عن مجاهد وكرره برقم ٨٢٤٩ عن مجاهد وعن ابن جريج، وأخرجه ٨٢٥٠ عن عكرمة مختصرا أيضا وليس فيه ذكر نعيم بن مسعود.

(١) هو عجز بيت لكعب بن سعد الغنوي وصدره: وداع دعا يا من يجيب إلى الندى

1 / 348