Yutubiyya: Gabatarwa mai Sauda kaɗan
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
لا يوجد تعريف متفق عليه بالكلية للمجتمع المقصود، لكن سيوافق كثيرون على شيء قريب من تعريفي التالي:
مجموعة من خمسة أفراد بالغين أو أكثر وأطفالهم، إن وجدوا، قادمين من أكثر من أسرة نووية، اختاروا أن يعيشوا معا لتعزيز قيمهم المشتركة أو لغرض ما آخر اتفقوا عليه فيما بينهم.
الجزء الأهم من هذا التعريف، والجزء الذي يربط بين هذه المجتمعات واليوتوبية هو التأكيد على عيش حياة تقوم على «قيمهم المشتركة» أو «غرض اتفقوا عليه فيما بينهم».
كل تلك المجتمعات، حتى تلك التي تؤمن أنها تنتظر المجيء الثاني للمسيح في المستقبل القريب، لها دساتير و/أو قواعد ولوائح و/أو اتفاقات (رسمية أو غير رسمية ) حول الكيفية التي ينبغي على أفرادها أن يعيشوا حياتهم بها. فإن كانت تلك الوثائق والاتفاقات أعمالا أدبية، كنا سنطلق عليها يوتوبيات بلا شك، وغالبا ما تكون أعمالا أدبية من منطلق أنها لا تعكس بدقة الكيفية التي يعمل بها المجتمع في واقع الأمر.
أقيمت المجتمعات المقصودة حتى يستطيع أعضاؤها اتباع أسلوب حياة معين. وقد سعى بعضها إلى تغيير السلوك الجنسي تغييرا جذريا، وغير كثير منها الطريقة التي يتناول بها أعضاؤها طعامهم؛ فالمجتمعات النباتية غيرت ما يأكله أعضاؤها، وغير كثير منها كيفية تنظيم العمل، وعلى وجه الخصوص ألغت الفوارق بين الجنسين في الكيفية التي ينبغي بها تخصيص العمل، وعمدت أخرى - محرزة بعض النجاح - إلى إلغاء التمييز بين العمل العقلي والبدني.
الكثير من هذه المجتمعات كانت دينية، وحاولت أن تتبنى أسلوب حياة يؤمن أعضاؤها أن إيمانهم يقتضيه. وتبع الكثير منها قائدا ذا شخصية كاريزمية، وأخذت تبشر بنسختها من المعتقد الديني، واكتسبت أتباعا كثيرين، وأسست مجتمعات أخرى، في حين اتبع غيرها أفكار أحد المنظرين الاجتماعيين. وثمة أسباب أخرى كثيرة تجعل الناس ينسحبون من المجتمع ليعيشوا على نحو مختلف.
ربما كان أول هذه المجتمعات الدينية الأشرام الهندوسية، ومن بعدها الأديرة البوذية. من بين أولى تلك المجموعات التي انسحبت من أجل ممارسة معتقداتها فيما أصبح جزءا من التقاليد الغربية كانت الأسينيون، وهي جماعة دينية يهودية ظهرت في كثير من المدن، من القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، وأسست مجتمع خربة قمران، وكتبت مخطوطات البحر الميت التي يعتقد أنها كانت مكتبتهم. كان أغلب الأسينيين متبتلين، وعاشوا على نحو جماعي. وفي وقت لاحق، بعض من المجتمعات المسيحية بالتحديد التي تكونت في زمان مبكر تشكلت حول رجال دين، عادة نساك، يعرفون جملة باسم «آباء الصحراء».
استند كثير من المجتمعات المنعزلة الدينية في طقوسها على تأويلها للكنيسة الأولى في القدس، لا سيما وصف مجتمع الخيرات في سفر أعمال الرسل (2: 44-45) - «وجميع الذين آمنوا كانوا معا، وكان عندهم كل شيء مشتركا، والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج» - الذي كان يشار إليه باستمرار في وصف المجتمعات اللاحقة لنفسها. وآمن كثير من مؤسسي المجتمعات أن الطقوس الكوميونية التي مارستها الكنيسة الأولى عكست نية المسيح. وفيما بعد، ارتأت تلك المجتمعات أن الملكية المشتركة مناسبة لمن يكرسون أنفسهم للكنيسة وليس للناس العاديين. (2) أديرة الرهبان في المسيحية
كانت الخطوة الكبيرة الأولى نحو قيام تقليد الرهبنة المسيحية كتاب «مبادئ القديس بندكت»، وفيها عرض بندكت (480؟-543؟) تفاصيل نظام رهبنة مصمم ليوفر إطارا بنيويا من الممكن من خلاله أن يتم عيش حياة أفضل، تكون أقرب إلى الحياة المسيحية المثالية. تقتضي مبادئ بندكت ألا يحوز أي راهب أي ملكية، فيقول: «يجب استئصال رذيلة الملكية هذه تماما من الدير أكثر من أي شيء آخر.» وفصل مسألة الطعام الذي سيوزع (المبدأ رقم 39)، ومقدار النبيذ المسموح به، وهو نصف لتر في اليوم (المبدأ رقم 40). وثمة مبدأ يحدد مقدار العمل اليدوي ويعترض على الكسل (المبدأ رقم 48)، ويعرض تفاصيل الملابس التي سيجري توزيعها (المبدأ رقم 55)، وبالطبع التسلسل الكهنوتي في الدير، والطقوس الدينية، وإجراءات القبول بالدير. ساعدت تلك المبادئ على خلق مجتمعات مصممة من أجل جعل الحياة المستقيمة ممكنة. والمدافعون عن الرهبنة كانوا مقتنعين تماما بأن أغلب الناس لم يكونوا قادرين على مثل تلك الحياة، وأنه لن يمكن تحقيق هذا الهدف اليوتوبي على نحو واضح إلا داخل الدير.
مع ازدهار الأديرة وعدم تمسك الرهبان بأسلوب التقشف الموصى به من قبل القديس بندكت، أدخل القديس الفرنسي أودو الكلوني (878 تقريبا-942) إصلاحات أرسى من خلالها الشكل الكلوني للأديرة، بغرض تصحيح ما اعتبره إفراطا في رتب الرهبنة الأخرى. وشدد القديس فرانسيس الأسيزي (1181 / 1182-1226) أيضا على ضرورة الإصلاح، واقترح رتبة جوالة من الرهبان الذين يعتمدون في حياتهم على الاستجداء. أفسد المحافظون بالكنيسة منهج فرانسيس، وتأسست في النهاية رتبة فرانسيسكانية أكثر تقليدية.
Shafi da ba'a sani ba