وهو أجل ثغور الإسلام وأعظمه، يشتمل على سورين محكمين بهما عدة أبراج يحيط بها خندق يطلق فيه الماء من البحر المحيط عند وقت الضرورة، وللثغر عدة أبواب محكمة حتى إن على كل باب منها ثلاثة أبواب من حديد، وبأعلى الأبراج مناجيق ومكاحل. وفي وقت الضرورة يعلق على كل شرافة قنديل. وهذا الثغر في غاية التحصين وعلى كل برج منه أعلام وطبلخاناه وأبواق وحرسية يشهر ذلك وقت الضرورة. ا.ه. (3) الحصون قبل حكم محمد علي
كانت حصون مدينة الإسكندرية عند قدوم الحملة الفرنسية عبارة عن سور محيط بها فيه أبراج ومزاغل ومرامي للنار، وحوله خندق يصل إليه ماء البحر الملح. وهذا السور كان يسمى سور العرب؛ لأنه بني في زمن حكمهم، وهذه حقيقة لا ريب فيها لأن دائرة هذا السور كانت أضيق كثيرا من دائرة مدينة البطالسة - أي الإسكندرية القديمة - عند استيلاء العرب عليها.
وإليك تخطيط سور العرب المذكور :
الجهة الشمالية منه
كان السور يبتدئ في هذه الجهة من موقع الباب رقم 10 من أبواب مخازن الجمارك الحالية أمام شارع البحرية ويمتد في استدارته إلى ناحية الشرق مسافة قدرها 340 مترا؛ حيث كان يوجد في نهاية هذه المسافة منه باب يدعى «باب البحر الغربي» - الباب الأخضر - وموقعه الآن عند تقابل شارع الطوبجية بشارع الباب الأخضر، ثم يمتد في استدارته أيضا إلى ناحية الشرق مسافة أخرى قدرها 350 مترا إلى أن يقطع شارع دانسطاسي، ثم ينحرف إلى الجنوب قليلا ممتدا مسافة قدرها 100 متر، ثم ينكسر متجها إلى ناحية الشمال ممتدا مسافة قدرها 150 مترا حتى يصل إلى نقطة موقعها الآن وراء المحكمة المختلطة بقدر 60 مترا تقريبا. ثم يعتدل مشرقا مسافة قدرها 100 متر؛ حيث كان يوجد في نهاية هذه المسافة منه باب يدعى «باب البحر الشرقي» كان موقعه بالقرب من تقاطع شارعي مسجد العطارين والسبع بنات الآن، ويمتد مسافة أخرى في هذا الاتجاه قدرها 220 مترا؛ حيث موقع البورصة الآن، ثم ينكسر مرة أخرى متجها إلى الشمال مسافة قدرها 180 مترا مخترقا شارع البورصة القديمة إلى نقطة تقابله بشارع سعد زغلول، ثم يعود فيعتدل إلى ناحية الشرق الشمالي ممتدا مسافة قدرها 580 مترا تقريبا حتى يصل إلى موقع محطة الرمل الآن، ثم يرجع فينكسر إلى ناحية الجنوب ممتدا مسافة قدرها 320 مترا غربي شارع المسلة بمقدار 30 مترا، ثم يعتدل مرة أخرى إلى ناحية الشرق ويكون حينئذ في شمال شارع السلطان حسين كامل الآن وعلى بعد 30 مترا منه ممتدا مسافة قدرها 1100 متر حتى يصل إلى موضع حداق البلدية الآن من شارع بلجيكا.
الجهة الشرقية منه
هذه الجهة تبتدئ عند تقاطع شارع بلجيكا والسلطان حسين كامل في موضع حدائق البلدية الآن، ويتجه السور من هذه الجهة نحو الجنوب ممتدا مسافة قدرها 230 مترا تقريبا؛ حيث كان يوجد في نهاية هذه المسافة منه باب يدعى «باب رشيد» أو الباب الشرقي، ثم يمتد مسافة أخرى في هذا الاتجاه قدرها 300 متر تقريبا حتى يصل إلى موقع شارع الأمير عبد القادر الحالي.
الجهة الجنوبية منه
هذه الجهة من السور كانت تبتدئ من الجهة الشرقية الجنوبية، ثم يمتد السور منها ناحية الغرب مسافة قدرها 1000 متر تقريبا حتى يصل إلى موقع محكمة العطارين الجزئية الآن، ثم يميل إلى ناحية الشمال قليلا ممتدا مسافة 100 متر حتى يصل إلى جنوب كوم الدكة، ثم ينحرف إلى ناحية الجنوب قليلا ممتدا مسافة قدرها 270 مترا إلى أن يصل إلى موقع محطة مصر القديمة؛ حيث كان يوجد في نهاية هذه المسافة منه باب يدعى قديما باسم «باب الصوري»، ثم دعي بعد ذلك باسم «الباب الجديد» و«باب محرم بك»، ثم يمتد مسافة أخرى في هذا الاتجاه قدرها 350 مترا إلى أن يصل إلى مبتدأ موقع شارع الخديو الأول، ثم يعتدل إلى ناحية الغرب ممتدا مسافة قدرها 350 مترا في امتداد شارع الخديو الأول؛ حيث كان يوجد في نهاية هذه المسافة منه باب يدعى «باب سدرة» أو «باب العمود» وموقعه الآن عند تقاطع شارعي عمود السواري والخديو الأول، ثم يمتد في هذا الاتجاه مسافة أخرى قدرها 970 مترا إلى أن يصل إلى موقع بورصة ميناء البصل الحالية، ويدور حولها ممتدا في استدارته مسافة قدرها 240 مترا تقريبا إلى أن يصل إلى ترعة المحمودية.
الجهة الغربية منه
Shafi da ba'a sani ba