ونحن فيها
نعم ونحن فيها، والضمير عائد على كل مسألة تتعلق بتصحيح التاريخ في الأدب أو السياسة، وفي الحاضر أو الماضي، وهي هنا تتعلق بنسبة بيتين من الزجل إلى قائل غير متفق عليه، رويت في الأسبوع الماضي نادرة لحفني ناصف مع حمد الباسل، حين زارهم على غير موعد فحضرهم في وليمة، وقال حمد بيتين من الزجل، فرد عليه حفني مشيرا إلى طربوشه المغربي وهو يقول: «معلوم أدباتي!»
يقول الأديب مصطفى الصباحي تعليقا على هذه النادرة في خطاب أرسله إلي: ... إن حمد الباسل باشا حين وجه إلى حفني بك هذا الكلام، إنما كان متمثلا به ولم يكن هو منشئه ...
قال: «ولهذا قصة طويلة، خلاصتها أن محمود باشا شكري كان رئيسا لمحكمة طنطا، وأولم وليمة لقضاة محكمته دعا إليها حفني بك - وكان يومئذ قاضيا لمحكمة طهطا، وكان اجتماع المدعوين في منظرة مجاورة للباب الكبير بمنزل الباشا، فلما صعدوا إلى غرفة الطعام دخل أحد اللصوص يسرق عصيهم ومظلاتهم وعباءاتهم، ولما عرفوا أمر السرقة أبلغوا البوليس، وصادف أن كان البوليس قد ضبط السارق يعرض ما سرق للبيع، ومنه عصا عليها اسم حفني بك، فردت المسروقات إلى أصحابها.» «ثم عرف هذه القصة محمد باشا صدقي، وكان يشغل وظيفة مأمور تفاليس، وكان صديقا لحفني بك وبينهما مساجلات زجلية غاية في الظرف والطرافة، ويوقع أزجاله هكذا: «محمد صدقي زجال جلالة حفني ناصف خان.» وقد بعث إلى حفني بك لهذه المناسبة زجلا طويلا لا أذكره كله، جاء فيه هذان البيتان اللذان تمثل بهما حمد باشا وأشار فيه إلى اجتماع قضاة محاكم طنطا وطهطا والسنطة فقال:
جمع محاكم حرف الطاء
طنطا وطهطا والسنطة
ورد عليه حفني بك بزجل بارع تجلت فيه الفكاهة على مذهبه الظريف بقوله:
مني لسيد الزجاله
ألفين سلام فوقهم بوسه
مالوش نظير في الرجاله
Shafi da ba'a sani ba