166

ولست أبيح لنفسي أن أعرض لمفتريات هؤلاء الطغام، ألا أن يكون الكلام عاما في سبيل تقرير الحقيقة التي تهم القراء؛ لأنها من قبيل توضيح فكرة أو تصحيح رأي أو تمكين معرفة نافعة.

كان لهؤلاء القوم إمام قذر الروح والجسد يسمى كارل ماركس، وكانت تمر به الشهور دون أن يغتسل، ويمر به العمر كله دون أن يكف لحظة من لحظاته عن إلقاء قاذوراته على الناس، ومنهم من أحسنوا إليه.

وكان من مبادئه التي لا يخجل منها أن يوصي أتباعه باختلاق الأكاذيب في سبيل نشر الدعوة. ومن عباراته التي نترجمها بنصها أن الداعية في حل من تشويه سمعة كل ديمقراطي محبوب

To discredit every popular democrat .

وقد طبق ذلك في معاملته لأستاذه باكونين، الذي حقد عليه لشهرته وحسن الأحدوثة عنه بين دعاة الفوضوية والشيوعية، فافترى عليه أنه كان مأجورا للخفية الروسية، مع أن الرجل كان محكوما عليه بالموت من محاكم الدول الثلاث: روسيا والنمسا وبروسيا، ولما أعلنت هذه الأحكام قال إنها حيلة مدبرة لتيسير التجسس له على الثوار المهاجرين من تلك البلاد، واتهمه باختلاس أموال مخصصة للدعاية الثورية، فظهرت براءته أمام اللجنة التي انتخبت من أساطين الدعاية لبحث هذه التهمة، وزعم أن الأدلة على جاسوسية باكونين محفوظة في أوراق الكاتبة الفرنسية جورج صاند، فلما أعلنت هذه الكاتبة كذبه، عاد فاتهمها هي بأنها خليلة لباكونين تنكر الحقيقة وتتستر عليه.

ثم انجلت الحقائق جميعا من المحفوظات التي تكشفت بعد موت ماركس وباكونين، فعرف الماركسيون وغير الماركسيين أي قيمة للحق ولكرامة الأبرياء عند ذلك المخلوق القذر، الذي يدين له أتباعه من واغش الآدمية في هذا الزمان.

وإذا كان عصر باكونين وماركس بعيدا بعض البعد، فالعصر الحاضر - إلى أشهر قليلة - قريب يدل على قيمة التقديس والتنجيس معا عند هذا الواغش المحسوب على الآدمية، فماذا كانت صفات «بريا» في موسوعاتهم العلمية؟ وماذا أصبحت بعد أربع وعشرين ساعة من سقوطه إلى الهاوية؟ بل كيف كانوا يعبدون ستالين بالأمس وكيف أصبحوا يلعنونه اليوم؟!

إن أشد الناس مبالاة بلغط الثناء أو التشهير ليهون عليه أن يفقد ثناءهم ولا يشتريه بقبضة من تراب، ويهون عليه أن يتلقى سبابهم أو يحسبه من السباب، وهو أشرف لمن يتلقاه من أشرف الألقاب.

وعلى هذا الرأي في قيمة سبابهم وثنائهم، أذيع هنا خلاصة النشرة الداخلية رقم (57)، التي قال صديقنا المراسل، أو قيل له، إنها نشرة سرية توفرت عليها لجنتهم الثقافية، لتكشف الستار عن حقيقة العقاد المأجور وحقيقة الأخبار الصفراء ، وحقيقة ناصر الدين النشاشيبي الجاسوس، وحقيقة كل إنسان يعرفون هم حقيقته على أسلوب كارل ماركس في معرفة الحقائق عن المحقود عليهم من المتنازعين والمنافسين.

فالعقاد إذن مأجور.

Shafi da ba'a sani ba