129

ومن الواجب أن نقول إن تلك الكشوف مسبوقة؛ لأنها في الواقع مسبوقة لا يجوز أن يقال عنها بلسان البرق إنها كشف جديد لم يعرف قبل الآن.

ولكن الأستاذ الفاضل الدكتور «إمام إبراهيم أحمد»، مدرس الفلك بكلية العلوم بجامعة القاهرة، كتب إلى «الأخبار الجديدة» يرد على ملاحظاتنا ليقول:

فلنفرض جدلا أن الخبر كما نشر لا يحوي جديدا، فإنه ليس بخاف على الأستاذ العقاد أن من أصول البحث العلمي، أيا كان نوعه، تكرار المشاهدات والتجارب التي أجريت حتى منذ مئات السنين.

ونقول نعم، هذا من أصول البحث العلمي التي لا تخفى على أحد، ولا يمكن أن تخفى عليه لو أراد أن يخفيها عن نفسه، فإن البحث العلمي لا ينقطع ولا يبطل فيه تكرار المشاهدة، ولكن ليس من أصول البحث العلمي في هذه الحالة أن يقال عن القديم السابق إنه جديد غير مسبوق، وإنما تقضي أصول البحث العلمي أن يقال إن هذا الكشف يؤيد الكشوف التي سبقته حيثما اتفق التأييد.

وأراد الأستاذ الفاضل أن يدهشنا فقال: ... ولنذكر للأستاذ العقاد على سبيل المثال لا الحصر أن إراتستين

Eratosthenes

في حوالي عام 230 قبل الميلاد حسب مقدار نصف قطر الأرض، ومع ذلك قد يدهش الكاتب الكبير إذا علم أن الأبحاث في هذا المضمار لا تزال جارية باستخدام وسائل البحث الحديث لمعرفة مقداره بدقة أكثر.

وللأستاذ علينا حق الشكر؛ لأنه أراد أن يدهشنا بشيء عجيب في هذا الزمن الذي لا عجيب فيه.

ولكن هي الأيام قد صرن كلها

عجائب حتى ليس فيها عجائب

Shafi da ba'a sani ba