واضطررت إلى الاعتراف بأنني قلت لنفسي نكتة بصوت منخفض، وهذه هي النكتة، لقد كنت أفكر في الشلالات وقلت لنفسي إن من المدهش حقا أن أرى هذه الكمية الهائلة من المياه وهي تتساقط هناك. وبعد لحظات مرت فكرة طارئة على خاطري؛ فقلت: «ستكون الدهشة أعظم عندما أشهد هذه الكمية وهي تتصاعد إلى أعلى.» وكنت على وشك أن أموت من الضحك عندما اندلعت ثورة الطبيعة، وقامت الحرب، وظهر الموت، فاضطررت أن أهرب خوفا على حياتي.
فقالت حواء وهي تحس بالنشوة لانتصارها: «هذا هو السبب! إن الحية قد ذكرت هذه النكتة بالذات، ووصفتها بأنها أول قسطل وبأنها تعاصر الخليقة.»
يا للأسف! إذن فأنا الملوم، لقد كنت أتمنى ألا أكون ابن نكتة، وألا تطرأ علي هذه الفكرة النيرة!
العام التالي
لقد أسميناه «قايين» ولقد صادته عندما كنت غائبا في المراعي أصيد الحيوان على الشاطئ الشمالي لبحيرة إيري، صادته في الكوخ الخشبي على بعد ميلين - أو أربعة أميال على حد قولها - من الكهف الذي كنا نعيش فيه.
إنه يشبهنا في كثير من الوجوه، وقد يكون أحد أقاربنا، وهذا ما تعتقده هي، ولكن هذا حسب تقديري خطأ؛ إن الاختلاف في الحجم يؤكد أنه حيوان جديد يختلف عنا، فربما كان سمكة، ولكنني حاولت أن أضعه في الماء لكي أختبره فغطس، فقفزت هي في الماء والتقطته قبل أن أتحقق من نتيجة التجربة. ولكنني ما زلت أعتقد أنه سمكة، ولكنها لا تهتم بمعرفة ما هو وترفض أن تدعني أجري تجاربي عليه؛ ولذلك لم أستطع أن أعرف شيئا عنه.
إن ظهور هذا المخلوق قد غير من كيانها كله، وجعلها تثور كلما ذكرت كلمة التجارب، فهي تفكر فيه أكثر مما تفكر في غيره من الحيوانات الأخرى، ولكنها لا تستطيع تفسير هذا التطور. إن عقلها قد أصابه الخلل؛ فكل تصرفاتها تدل على ذلك، وفي بعض الأحيان تحمل السمكة في ذراعيها الليل كله، عندما يبكي هذا المخلوق! لا بد أنه يرغب في العودة إلى الماء، وفي بعض الأحيان يخرج الماء من الثقبين اللذين ينظر منهما، وهي تربت بيدها ظهر السمكة، وتطلق من فمها أصواتا ناعمة لكي تهدئها، وتبدو عليها مظاهر الأسى واللوعة.
ولم أرها تفعل ذلك مع أي سمكة أخرى، وهذا ما يزيد من متاعبي، فقد كانت في الماضي تحمل النمور الصغيرة وتلعب معها - قبل أن تفقد ممتلكاتها - ولكن كان ذلك كله عبثا فقط، ولم يعترها ما يبدو عليها الآن عندما لا يناسب الطعام معدتها.
الأحد
إنها لا تعمل أيام الآحاد، ولكنها تنام وهي منهوكة القوى، وهي تحب أن ترى السمكة تتمرغ فوقها، وتصدر عنها أصوات لا معنى لها؛ لكي تبعث السرور في نفس السمكة، وهي تتظاهر أحيانا بأنها ستعض يد السمكة، فتضحك السمكة ... لم أر في حياتي سمكة تضحك، إنني في غاية الشك، لقد بدأت أحب يوم الأحد، إن عملي كمشرف طوال أيام الأسبوع يتعب جسمي ... يجب أن يزداد عدد أيام الآحاد، ففي الماضي كان يوم الأحد مملا، أما الآن فقد أصبح مرغوبا فيه.
Shafi da ba'a sani ba