2
ولا أعرف لماذا أطلقت عليها هذا الاسم، مع أنه ليس هناك جاموس في هذه المنطقة. وفي خلال هذه الفترة تعلم الدب كيف يسير على قدميه الخلفيتين وهو يقول: «بابا» و«ماما». لا بد أنه من فصيلة فريدة، إن الشبه بين كلامه وكلامنا قد يكون من قبيل المصادفة، وقد لا يكون له معنى أو هدف، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فإنه يصبح شاذا، فلا يستطيع أي دب آخر أن يعمل مثله، إن تقليده للكلام مع عدم وجود الفراء والذيل، يدل دلالة واضحة على أنه نوع جديد من الدببة ... إن أي دراسة عنه لا بد وأن تكون شائقة للغاية.
وعلى أي حال سأخرج في رحلة بعيدة إلى الغابات الشمالية، وسأقوم ببحث دقيق عن حيوان آخر من نفس النوع، فإنه لن يكون خطرا إذا استطعت العثور على رفيق له من نفس النوع، سأذهب الآن، ولكنني سأضع كمامة على فمه قبل الرحيل.
بعد ثلاثة أشهر
لقد كان الصيد متعبا شاقا، ولم أنجح في مهمتي، وفي أثناء ذلك استطاعت هي - دون أن تفارق المنطقة - أن تصيد حيوانا آخر! لم أر في حياتي حظا كحظها، فقد كان يمكن أن أصطاد مئات السنين في الغابة دون أن أستطيع العثور على حيوان مثله.
اليوم التالي
لقد كنت أقارن الحيوان الجديد بالقديم، ومن الواضح جدا أنهما من نفس الفصيلة، وكنت على وشك تحنيط أحدهما لضمه إلى مجموعتي، ولكنها عارضت هذه الفكرة لسبب ما؛ ولذلك طرحت الفكرة، ولو أنني كنت أعلم أنها مخطئة؛ ذلك لأن العلم لا بد أن يخسر خسارة لا تعوض إذا انقرض هذان الحيوانان.
إن الحيوان القديم أكثر ألفة من الحيوان الجديد، ويستطيع الضحك كما يتحدث كالببغاء، ولا بد أنه تعلم كثيرا؛ ذلك لأنه كثيرا ما يصاحب الببغاء ساعات طويلة، ولأن ملكة التقليد عنده على درجة كبيرة من الكفاية؛ ولذلك ستصيبني الدهشة إذا تحول إلى نوع جديد من الببغاوات، ومع ذلك يجب ألا أدهش؛ ذلك لأنه كان يشبه كل شيء في أيامه الأولى، عندما كان سمكة.
إن الحيوان الجديد بنفس القبح الذي كان عليه الحيوان القديم في مبدأ الأمر، فله نفس البشرة التي تشبه الكبريت، واللحم النيئ، ونفس الرأس الفريد الذي ليس له فراء، لقد أسمته «هابيل».
بعد ذلك بعشر سنوات
Shafi da ba'a sani ba