فقلت وأنا أهم بالذهاب: نصيحة ثمينة يا بك.
فقال بسرعة: أنا مكلف بدعوتك، شقيقتي دعتنا لحفل شاي صغير ابتهاجا بانتقالها إلى الفيلا الجديدة.
حقا إن الطريق واضح. وقلت: يسعدني أن أقبل الدعوة.
قبلت الدعوة رغم أن فكرة بيع نفسي لم تخطر لي ببال، وقصدت العنوان حوالي السادسة مساء في جو حار رطب. وجدت الفيلا غير بعيدة عن عمارة أنور علام؛ صغيرة وأنيقة وذات حديقة ثرية بأشجار الورد البلدي والبنفسج. جلست في ثوي جديد وردي اللون محلاة جدرانه بلوحات مصوغة بالكانفاه. وجلست بيننا جولستان في فستان أبيض دقيق الرسم لتكويناتها المثيرة. وقال أنور علام: الحفل مقصور علينا، فأنت مدعو باعتبارك من الأسرة.
فقالت جولستان بنعومة: لم تعجبني أخلاق أحد من زملائك سواه.
فشكرتها، على حين قال أنور علام ضاحكا: حقا إن شهادتك في محلها.
وشربنا الشاي والتهمت قطعة كبيرة من التورتة، وراح أنور يقول: يتحدثون عن مضاعفات فتنة طائفية.
فتساءلت جولستان: ما معنى ذلك؟
وتساءلت بدوري: أين الحكومة؟
فقال أنور: أيام قلق.
Shafi da ba'a sani ba