فقلت بحدة: لست متعجلة.
فقالت بإشفاق: الزمن يجري بسرعة.
فقلت بتحد: لن أكون أول عانس في التاريخ.
لزم أبي الصمت طوال الوقت. ولم أكن صادقة تماما في التعبير عن حالي؛ فالحق أنني راغبة في إثبات وجودي، ولكن ليس على حساب كرامتي، الكفاءة يجب أن تشمل المال والاحترام. أنور علام يملك الاثنين، ولو كانت به شبهة لطبقت الآفاق، وهو على الأقل مقبول وغير منفر شكلا، والفجوة بين عمرينا معقولة لدرجة. أما الحب فمن الحماقة أن أفكر فيه الآن. ولم يطل بي الانتظار؛ فعلى أثر اعتماد تقريري ذات صباح قال لي: يصح الآن أن أسألك عن رأيك!
تساءلت وقلبي يخفق بالتوقع: فيم يا بك؟ - إني أطلب يدك، ما رأيك؟
فلذت بالصمت كالمبغوتة، فقال: لعلي لا أجيد حديث الحب، لكنه موجود، لست خياليا، وحسبي أن أقول: إني أجدك حائزة لكافة الشروط بكل جدارة.
فهمست: الأمر مفاجأة. - طبعا طلبين مهلة للتفكير، معقول، ولكن دعيني أزكي نفسي بالقدر اللازم؛ فمثلي لا يشرع في الزواج إلا إذا كان على يقين من قدرته لحمل مسئوليته. - إني شاكرة وسأفكر في الموضوع.
وعرضت الموضوع على والدي مساء. وقالت أمي بلا تردد: على خيرة الله.
وقال أبي: نوافق على ما توافقين عليه.
ولما انفردت بأمي سألتها عما يمكن أن نقدمه، فقالت بمرارة: من ناحية أبيك لا شيء، من ناحيتي فلدي بقية من حلي يمكن أن أجهز شخصك بثمنها، ويستحسن أن يعرف الرجل كل شيء.
Shafi da ba'a sani ba