دهشت واستأت، ولكني سألته بهدوء: لماذا تتصور أن هذه الحكاية تهمني؟
فسألني متجاهلا سؤالي: ما رأيك في تلك الطبيبة؟
فقلت بشيء من الجفاء: لا أستطيع أن أحكم على واحدة لا أعرف ظروفها.
فقال بهدوء: أنا أعتبرها عاقلة، فست البيت خير من طبيبة عانس.
غادرته بوجه لا أشك في أنه عالنه باستيائي. له نظرات طامعة لا يمكن تجاهلها. والحق أنه يشكل عبئا علينا، أنا وعلوان. في صباح الجمعة التالي لزيارته لبيت المدير ذهبنا إلى استراحة الهرم. الجو بارد حقا، ولكن الشمس ساطعة، ونحن ننظر من عل إلى المدينة التي تبدو عظيمة هادئة مترامية كأنما خالية من الهموم والقاذورات. وسألته ونحن نحتسي الشاي: كيف كانت زيارتك للبك المدير ؟
فأعادها علي بتفاصيلها، حتى أفسدت علي جلستي الحلوة. قلت: يبدو أنها لم تكن زيارة عمل. - بل عملنا ثلاث ساعات متتابعة.
فقلت بتحد: أنت فاهم قصدي.
فقال بسخط: إنه شخص مثير للأعصاب. - وأخته؟! - عاقلة متزنة احترمتها كأم.
فضحكت ضحكة باردة وتساءلت: وهل عاملتك كابن؟
فتساءل محتجا: تحقيق واتهام يا رندة؟!
Shafi da ba'a sani ba