45

Ranar Musulunci

يوم الإسلام

Nau'ikan

بجيش كصدر الفيل ليس بذى رأس

وكانت حادثة فظيعة؛ إذ جرؤ فيها الحجاج وجنده على رمي الكعبة بالمنجنيق، وكانت مقدسة مهيبة حتى قبل الإسلام، فكان الناس يتعجبون من الحجاج، ويقولون: «خذل في دينه.» ولما رمى الكعبة بالمنجنيق ارتجت ووهنت، وارتفعت سحابة ذات برق ورعد فسقطت صاعقة على المنجنيق وأحرقته، وقتلت من أصحابه اثني عشر رجلا، فذعر أهل الشام من ذلك، وكفوا عن القتال، فقال الحجاج: أنا ابن تهامة، وهي بلاد كثيرة الصواعق فلا يروعنكم ما ترون؛ فإن من قبلكم كانوا إذا قربوا قربانا بعثت نار فأكلته، فيكون ذلك علامة تقبل القربان . وأتى بمنجنيق آخر وعاود الرمي، وفي ذلك قال ابن الزبير الأسدي:

أيها العائذ في مكة كم

من دم أجريته في غير دم

إنه عائذة معصمة

وبه يقتل من جاء الحرم

واستمر في قتاله ورميه الكعبة حتى قتل ابن الزبير؛ إذ أصابته جراح فمات منها بعد أيام، وحمل رأسه إلى الحجاج، ثم إلى عبد الملك، وصلب جسمه في مكة، ولما مر عبد الله بن عمر بجسمه قال: «رحمك الله أبا خبيب؛ فقد كنت صواما قواما، ولكنك رفعت الدنيا فوق قدرها، وأعظمتها ولم تكن لذلك بأهل.» ثم إن الحجاج دخل المسجد ولم شعثه، وجمع أشلاء القتلى، وغسل دمه.

وكان مما أخذ على الحجاج أنه كان ينوي أشد من ذلك، فلما خرج من مكة إلى المدينة قال: «الحمد لله الذي أخرجني من أم الفتن، أهلها أخبث أهل، ولولا ما كان يأتيني من كتب أمير المؤمنين فيهم لجعلتها مثل جوف الحمار أعوادا يعودون بها ورمة قد بليت، يغولون منبر رسول الله وقبر رسول الله.» وانتهت المأساة بالجرأة على الكعبة بعد تقديسها، وانتهاك المسجد الحرام، والشهر الحرام، والبلد الحرام، وتزلزل الدين في نفوس المسلمين.

وكان من رجالات الدولة الأموية عبد الملك بن مروان، وكان شديدا قويا، استطاع أن يقضي على الخلافات، وحكم بلاده حكما مطلقا، ودعا إلى بلاطه الأخطل الشاعر النصراني من قبيلة تغلب.

وفي عهد ابنه الوليد اتسعت الفتوح التي حصلت على يد قتيبة بن مسلم، فقد فتح فتوحا واسعة فيما وراء النهر، واجتاز العرب في الغرب في عهد الوليد جبل طارق، واستطاع أن يتخلص من النصارى الذين كانوا يحتكرون الأعمال الإدارية في الدولة، مثل: أسرة سرحون بن منصور التي كانت تسيطر على الشئون المالية من عهد معاوية إلى عهده، وبنى الجامع الأموي في دمشق؛ إذ كان المسلمون إلى ذلك الحين يكتفون بمسجد صغير متواضع، وعظمت في أيامه ثورة الخوارج، وثورة ابن الأشعث، وقاتلهم الحجاج حتى أخضعهم. ومن رجالات الأمويين أيضا عمر بن عبد العزيز، وكان أمة وحده، خالف الأمويين في نزعتهم واستبدادهم، فأحاط نفسه بفقهاء متضلعين في الإسلام يستشيرهم، ويعمل برأيهم، وكانت أمه تنسب إلى عمر بن الخطاب فسمته عمر، وكان يعتز بهذا النسب ويشرئب أن يسير سيرته في العدل، فلما بدأ خلافته رأى أن الإصلاح الداخلي للبلاد التي دخلت في الإسلام خير من الاستزادة في الفتوح، ولذلك أمر قواده بالتراجع، واستمال العلويين الذين كانوا مضطهدين أشد الاضطهاد من الأمويين، وصالحهم وأبطل سب علي الذي كان يجري على المنابر يوم الجمعة باستمرار، ورد إليهم بلدة فدك التي احتفظ بها النبي لنفسه في حياته، ولم يورثها أبو بكر وعمر فاطمة بنت النبي؛ استنادا على حديث: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة.»

Shafi da ba'a sani ba