إذا جاء نصر الله والفتح ، ويغلب على الأسلوب في الآيات المدنية الطول مع التزام الفواصل ومع الهدوء الذي ينسجم مع التشريع. وليست الآيات وحدها هي التي تطول بل تطول السور كذلك؛ ولذلك سميت بعض السور السبع الطوال. وفي القرآن سور أدبية رائعة من جمال تشبيه، وجمال أمثال، وجمال استعارة، وجمال حجاج.
وأما السنة فهي أهم مصدر بعد القرآن. وقد تجرأ قوم فأنكروها، واكتفوا بالعمل بالقرآن وحده، وهذا خطأ؛ ففي السنة تفسير كثير من النبي
صلى الله عليه وسلم
للقرآن، فقد كان يجيب على أسئلة الصحابة فيما غمض عليهم، ويبين لهم ما اشتبه عليهم، وفيها تاريخ الإسلام، وتاريخ أعمال الصحابة، وطريقة تنفيذهم لأحكام القرآن، وكيفية عملهم بها. فمن الحديث نعلم كيف عمل الرسول وأصحابه بالقرآن، وكيف نجحوا في تأسيس حكومة مدنية على مبادئ الإسلام، وفي الحديث أخبار الرسول وأصحابه ووقائعهم إلى غير ذلك.
وقسم من الأحاديث أخلاقي تهذيبي، يحتوي على الحكم والآداب والنصائح مثل: مدح الصدق والعدل والإحسان، وذم الكذب والظلم والفسق والفساد. وقسم يشتمل على أصول العقائد المذكورة في القرآن مثل: التوحيد، والصفات الإلهية، والرسالة، والبعث، وجزاء الأعمال.
وقسم آخر يشمل على أحكام، وقد اشترطوا في أحاديث الأحكام صحتها. وهناك فرق بين السنة والحديث؛ فالحديث كل واقعة نسبت للنبي
صلى الله عليه وسلم
ولو كان فعلها مرة واحدة، ولو رواها عنه شخص واحد، وأما السنة أصحابه والتابعون. وتدوين كتب الحديث بمنزلة تسجيل التاريخ لهذا العمل المتواتر. والسنة مشتقة من معنى العادة والطريقة المستمرة كما قال الله - تعالى:
سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ، وقوله:
فقد مضت سنت الأولين ، وقوله:
Shafi da ba'a sani ba