سوى صورة المحبوب بين يميني
الوداع يا روح، الوداع يا دنيا، الوداع يا سكينة، الوداع الوداع.
لقد قتلني من لا يرحم ولا يخاف الله بينما كنت أخلص منه فتاة فتك بها، وموعدي وإياه يوم القيامة، الله يخلص لي منه! الله عالم، الله خبير. إذا بحثت علي يا حاج إبراهيم ورأيت هذه الورقة، فاهد سلامي الأخير إلى صديقي الذي ذكرته لك كثيرا، وأعطه ترجمة حياتي. ومني عليك السلام إلى يوم ... م القيام ...
ولقد حفظت هذه الصورة وترجمة حياته، وأرسلت ما بقي من ممتلكاته إلى ... بك بالرمل، وأخبرته بالقصة في جواب، ولم أدر ماذا جرى عندهم، ولا شك أن حبيبته التي يذكرها في ترجمة حياته سفكت الدموع ورثته رثاء بفؤاد مجروح.
أما أنا فأقول لمن يطلع على هذه الرواية من الإخوان الذين عاشرونا مدة المدرسة، أن لا يتعبوا أفكارهم في الوقت على الحقيقة، ومن هو اليتيم، ومن هو الصديق، ومن هو العاشق، ومن هو المعشوق، فإن الأسماء مستعارة، والرواية تحت طلسم لا يعلم غامضه إلا الله وواضعها، وإذا قال الإخوان إنه يقصد بذلك فلانا، ويقصد بذلك نفسه، ونحو ذلك؛ فإنما يرجمون بالغيب ويشغلون أفكارهم فيما لا فائدة فيه، فالأولى بهم أن يعملوا بنصائحها ويتشبهوا بصاحبها، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وأرجو من يطلع عليها أن يغض الطرف عن الهفوات والزلات، فجل من لا يسهو وجل من لا ينسى، وأول الغيث قطر ثم ينسكب، وأسأل الله أن يوفقني وإياهم لما فيه النفع للعباد والبلاد آمين.
Shafi da ba'a sani ba