وكالصقر الذهبي الأول لم يزاحم غير النسور؛ لأن أجنحته كانت كبيرة وفخورة، فلم تشأ أن تضرب من هو أضعف منها جناحا.
احملن أعوادكن لنغني معا أغنية البحر والجرف.
فالآلهة قد ماتوا، وهم مضطجعون بهدوء في الجزيرة المنسية في البحر المهجور. أما الذي قتلهم فإنه جالس على عرشه، قد كان في شرخ شبابه لأن الربيع لم يكن قد أعطاه لحية، وكان صيفه فتيا في حقله.
احملن أعوادكن لنغني معا للعاصفة في الغابة، التي تحطم الغصن اليابس والفرع العاري من الورق، بيد أنها ترسل الجذر الحي ليمعن في امتصاص حليبه من ثدي الأرض.
احملن أعوادكن لنترنم معا بأنشودة حبيبتنا الخالدة.
مهلا يا رفيقاتي، ولا تضربن على أوتاركن.
اتركن أعوادكن، فنحن لا نقدر أن نغني الآن.
لأن الهمس الضعيف الذي تبعثه ألحاننا لا يقدر أن يصل إلى عاصفة ولا قوة له على اختراق عظمة صمته.
اتركن أعوادكن وتجمعن حوالي لأعيد أقواله على مسامعكن وأخبركن بأعماله؛ لأن صدى صوته هو أعمق من محبتنا.
بنيامين الكاتب
Shafi da ba'a sani ba