خير من كل علاج كهذا العلاج أن يقوم المجتمع على تعاون الطبقات، فيفرض المعونة على القادرين لينتفع بها الضعفاء حقا مفروضا لهم في رقاب الأمة أو الدولة، وأن يفتح للفقير باب السلم فيصعد عليه إلى الذروة حيثما استطاع، وأن يتسابق العاملون في ميدان الحياة، كما يتسابق الأحرار ولا يستكينوا فيها كما يستكين العبيد.
فالكرامة الإنسانية تأبى أن تحل مسألة الأرزاق كما حلتها مصالح السجون في العالم المتمدن بأسره: كل مسجون ينام وهو شبعان، وكل مسجون له عمل يحرك به يديه، وكل مسجون يكسو جسده ويأوي إلى سقف يظله، ويعرض نفسه على طبيب.
ولكنه لا يحسد على هذا النصيب.
والعقل الإنساني يأبى أن تحل مسألة الأرزاق بالإكثار من مصانع الذخيرة والسلاح؛ لأن علاج البطالة بالموت والخراب طب مجانين.
إنما الكرامة والعقل أن نحفظ الحرية، وأن نطلب الرزق مع الحرية، وأن نؤمن بأن أخطاء الديمقراطية في تدبير مسألة الأرزاق أسلم من صواب مزعوم لا يثبت على التجربة برهة حتى يعصف بكل ما أفاد، إن صح أنه أفاد.
الفصل الثامن والعشرون
زواج الأقارب والأباعد
أرسل إلي بعض الأدباء يقول:
هل لي أن ألتمس لديكم الرأي في أمر عن لي؟ لم أوفق إلى غيركم أطمئن إليه، لأعهد إليه في الإجابة الشافية القويمة.
والمسألة هي مسألة زواج ذوي القرابة، وخصوصا القرابة القريبة بين من يسميهم الإنجليز أبناء العمومة
Shafi da ba'a sani ba