220

Yaqutat Ghiyasa

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

Nau'ikan

وأما الشبهة الثانية: فهو إن قالوا لو كان العالم محدثا وله محدث قديم لكان لا يخلو محدثه إما أن يكون متقدما عليه أم، إن لم يكن متقدما عليه لزم أن يكون العالم قديما، وإن كان متقدما فهو لا يخلو إما أن يكون متقدما بوقت أو لا بوقت محال أن يكون لا لوقت؛ لأن التقدم لا يفعل إلا بوقت، وإن كان بوقت فلا يخلو ذلك الوقت إما أن يكون قديما أو محدثا إن كان قديما لزم في العالم أن يكون قديما لوجهين:

أحدهما: أن ما وجد في الوقت القديم فهو قديم.

والثاني: أن قدم الأوقات يقتضي قدم العالم؛ لأن الوقت لا يستقل بنفسه، وإنما المرجع له إلى حركات الأفلاك، وإن كان محدثا فمحدثه يتقدم عليه بوقت أو لا، والكلام فيه كالكلام في العالم، وذلك يؤدي إلى التسلسل وهو محال.

والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:

أحدها: أنا نعارضهم بالحوادث اليومية ونقول تقدم عليها محدثها بوقت أو لا بوقت محال أن يقول لا بوقت؛ لأن التقدم لا يفعل إلا بوقت فلم يبق إلا أن يكون بوقت وذلك الوقت لا يخلو إما أن يكون قديما أو محدثا، إن كان قديما لزم في الحوادث اليومية أن تكون قديمة والمعلوم خلاف ذلك، وإن كان محدثا كان الكلام في تقدمه كالكلام فيه فيتسلسل، وما أجابوا به فهو جوابنا.

الوجه الثاني: أنا نعارضهم بالزمان فنقول: الزمان لا يخلو إما أن يتقدم بعضه على بعض أم لا محال أن لا يتقدم؛ لأن المعلوم تقدم بعض الشهور على بعض، وكذلك الأيام والساعات، ولأنه كان يلزم في.......أن تكون موجودة دفعة واحدة؛ لأنها موجودة في الأوقات، فإذا لم يكن في الأوقات تقدم وتأخر فكذلك محدث فيها، وإن تقدم بعضه على بعض فلا يخلو إما أن يكون بزمان أو لا بزمان، فإن قلتم لا بزمان بطل ما ذكرتم من التقدم لا يكون إلا بزمان.

Shafi 224