وسار أبو علي إلى مرو خاطبا عمل أبيه، ومدلا بسابق حرماته ومساعيه «9»، ومتكثرا بإخوته وذويه، فحقق الرضا سؤله، وجرد إليه فيما استدعاه رسوله. وقرر قيادة الجيوش عليه، وناط مصالحهم بيديه، وجمع له بين ولاية نيسابور وهراة وقهستان، ولقبه بعماد الدولة. فانكفأ إلى نيسابور وقد نال ما أراد، فهذب الأعمال، ورتب الأحوال والرجال.
وأخذ أمره يزداد نورا وبهاء، ويتضاعف قوة واستعلاء، إلى أن تلقب بأمير الأمراء المؤيد من السماء. وامتدحه أبو بكر الخوارزمي بقصيدة أولها:
إن الألى خلف الخدور ... هم في الضمائر والصدور [47 أ]
وقع الغبار عليهم ... فغدا يتيه على العبير
لما مشين على الثرى ... تاه المعار على المعير
وأعرتهم نظري فما ... رد المعار على المعير «1»
فغدوت في حال الأسي ... ر ورحت في حال الحسير
وكذاك من عشق النجو ... م ورام صيدا للبدور
يا سائلي ما في البرا ... قع والهوادج والستور
فيها الرضاع من المن ... ية والفطام من السرور
وسألت من زوج المنا ... بر حين يخطب والسرير
فهو الأمير ابن الأمير ... ابن الأمير ابن الأمير
المشتري المدح القلي ... ل بماله الجم الغفير
من سيفه كسر الجبير ... وسيبه جبر الكسير
والناظم المعنى الطوي ... ل بلفظه النزر القصير
يرمي أعاديه بسه ... م من سعادته طرير
حتى لو افترشوا الحري ... ر لشاكهم مس الحرير
Shafi 90